العجيب تقهقر مكانة المرأة القيادية في عدة قطاعات مع كثرة مساعيها وجهود أولي الأمر المتواصلة في سبيل كرامتها وضمان حقوقها. ففي التعليم مثلا بدأت أولى مراحل دمج التعليم الذي فرحنا به كخطوة من خطوات التقدم والتطور، لكن صدمنا بأنه « تذكير» التعليم وليس دمجه، فقد شُغلت المناصب المهمة بالرجال حتى مع عدم توفر الكفاءة المناسبة، وقلة الخبرة، والمستوى التعليمي، إلا يكفي أنه رجل ليصبح مديرا على «النساء»!؟! وحتى النساء القلة اللاتي حالفهن الحظ لشغل بعض المناصب التعليمية تم اختيارهن بطريقة «مزاجية ذكورية» ممن يجدن فن «السمع والطاعة» وكيفية التعامل مع «سي السيد»، وبالتالي لا ترشيحات حقيقية كما يوهموننا ويدعون! بل تهميش مقصود لكوادر جيدة ومخلصة من حيث الخبرة، والمؤهل، والعمل بجد للنهوض بالتعليم والوطن. وكيف سيشعر « السيد» عندما يعمل مع من تفوقه علما وخبرة وفكرا؟ لذا هو يختارها أقل ليظل «رجلا» بعين نفسه.
ببساطة: المرأة سلبت حقها الذي كانت تملكه، ونزعت من مكانها الطبيعي «التربية والتعليم» فأصبحت مجرد تابعة ومنفذة، وإلا فمكانها «الهامش» كما تعودت عندما يرتفع صوتها، وتتصرف كإنسان له حرية التفكير والتعبير، والعمل الجاد!
تمنيت حقا لو ننعم بالحرية والنقاء والجدية والتكاتف في سبيل العمل من دون هذا التصنيف والتعجرف، وفرض الهيمنة وعدم المصداقية، والإقصاء حسب المزاج والجنس والقربى والتوجه. يبقى أملنا كبيرا في القائمين على التعليم، وقبلهم أملنا في حكامنا، أمل بحجم محبتنا لهم - رعاهم الله - الذين كانوا ومازالوا أهلا للعدل ونصرة الحق والعمل الصادق، أمل يتجدد فيهم لمتابعة كل القطاعات ومنها: التعليم الذي هو ركيزة مهمة في المجتمع.
-
+
حائل