تتواصل المعارض التشكيلية في المنطقة الشرقية بحضور نسائي قوي، في القطيف والخبر، وهما مدينتان توجد فيهما قاعات نشطة في (مركز التنمية الاجتماعية وقاعة تراث الصحراء والتراث العربي) لكن معرض جماعة (الملتقى) والذي تشارك فيه مجموعة من التشكيليات استضافته قاعة أحد الفنادق بالخبر (كورال انترناشيونال) ويبدو أنه العرض الأول في هذا المكان، والمشاركات فيه ابتداء من الفنانة نوال العجمي إلى رسامات تلقين دروسا في مرسمها بالدمام حققن نتائج طيبة بعضها ملفت، وينم عن مواهب فنية واعدة، مع مختلف الأعمار والاهتمامات، هذا المعرض جاء متنوعا بأسمائه العشرة، فالعجمي وهي الأكثر خبرة نراها مختلفة عما قدمته في معرضها الفردي السابق بأعمال تستلهم آلات موسيقية تتجه بها إلى الجمالي وإلى العلاقة الفنية بين العنصر وفراغاته وعلى محدودية لونية خلاف ما سبق وهذا اهتمام أراه جيداً وأرى نتائجه كذلك، على أن منيرة الخالدي وهي أصغر العارضات تستفيد من تلوينات العجمي على مواضيع برز بينها رسمها للمهرج، يلفت النظر تجربة لإيمان المليحي التي تتخذ من الورود موضوعاً أثيرياً فهي تتعامل مع العنصر بفهم لطبيعته ومكوناته وبالتالي جاءت النتائج جيدة بل ولافتة فالورود تتحول من حالتها الطبيعية إلى معالجات لونية تضعها بثقة، حتى عندما تغيب آثار الورود فإنه تبقى عبقها وروحها فالألوان مختارة بما يتناسب والفكرة والمعالجة حققت نتيجتها الفنية. فتحية صقر تستلهم الحروف العربية وهي في الواقع تستفيد من تجارب معلمتها فنرى الشبه كبيرا لكنه قد يكون مدخلا لشخصية مختلفة على المدى القادم، ديما الحمود تتجه إلى نتاجات كاندنسكي وتستفيد من حلوله الفنية في العلاقات الهندسية وهي من هذا المنطلق تتوجه إلى تحقيق مواضيع إنسانية وجمالية تضع اختلافها عن بقية زميلاتها، أمينة العماري تتجه في استلهاماتها إلى الفنون الإفريقية خاصة الأقنعة وربما وجدت في صراحة اللون ومباشرته ما يحقق نتيجتها الفنية، على أن هذه الصراحة اللونية أو المباشرة مبعثها أعمال معلمة المجموعة (العجمي) وتأثير أعمال معرضها الفردي السابق، تتجه حياة العبودي إلى القوارب والمراكب البحرية وتجد فيها مجالها للتعبير عن بيئة قريبة ربما عاشتها أو ظهرت منها فالمراكب بدفاتها وحوافها وواجهاتها، تبسيط أحيانا وحرص على بعض التفصيل أحيانا أخرى وعلى ضوء ذلك تكون تلويناتها الأقرب إلى البحر فالأزرق بدرجاته يطغى كما هي ألوان القوارب ومراكب صيد الأسماك، تجرد دنيا الغملاس وتبني علاقات تكونها الدوائر وأشباهها، وعلى نحو معماري إنساني تشتغل مضاوي الكبد، ونورة بايحيى.
المشاركات في المعرض لم يتلقين دروسا فنية وحسب ما جاء في دليل المعرض إلا من خلال الورشة الفنية التي تنظمها نوال العجمي وهي حصلت على دبلوم فنون جميلة من معهد (سيتي اند قيلد) للتخصصات الفنية من بريطانيا ويبدو أن هذا المعهد منح عددا من التشكيليات في المنطقة الشرقية مثل هذا بالانتساب الفني كما أنها حضرت دورات فنية في دول أخرى، بينما نجد المشاركات الأخريات حاصلات على شهادات علمية في مجالات الإدارة أو اللغة العربية أو العلوم أو التجارة أو غيرها، لكن الفن جمعهن تحت سقف واحد، نلمس من خلال أعمالهن قدر اجتهادهن في تحصيل المزيد من أسراره ومعطياته والواقع أرى أهمية أن يتجهن أكثر إلى متابعة مباشرة لكل مستحدث وجديد في الساحة المحلية والخليجية على الأقل فالحاجة تكون أكثر ضرورة في مثل هذا العمر الفني أو البداية، وهي جيدة إذا قسناها بالنتائج المقدمة ومن مقدار استفادتهن من الورشة التي شاركن فيها وتمخضت بهذا المعرض.
aalsoliman@hotmail.com
الدمام