الثقافية - عطية الخبراني
أكد الدكتور محمد الربيع أن إعلان الموافقة على إنشاء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية يعد تتويجاً لجهود الملكة العربية السعودية الكبيرة في خدمة اللغة العربية، وكما هو معروف فالمملكة هي موطن العربية الأصل ولذلك فالعناية بها عناية شاملة، مشيراً إلى أن الحديث عشن العناية بها في الداخل أمر لا يحتاج إلى حديث منه ولكن على مستوى نشرها في العالم العربي والإسلامي ومن المعروف أن المملكة عن طريق جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها قد أنشأت معاهد لتعليم اللغة العربية في الخارج كإندونيسيا واليابان وأمريكا بالإضافة إلى وجود مراكز وكراس علمية لنشر اللغة العربية تتبناها المملكة بالإضافة إلى ذلك أيضاً اهتمام المملكة بنشر العربية وتأكيد مكانتها على المستوى العالمي بناء على قرار الأمم المتحدة بأن اللغة العربية هي إحدى اللغات الخمس الرسمية للأمم المتحدة، ولذا جاءت أيضاً جهود المملكة في دعمها في منظمة اليونسكو.
ويضيف الربيع: وإذا أضفنا إلى ذلك أيضاً برامج يدعمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم نشر اللغة العربية في روسيا وفي مناطق كثيرة بالإضافة إلى ما يتعلمه طلاب المنح الدراسية من غير العرب في المملكة، جاء مركز الملك عبدالله تتويجاً لهذه الجهود، فهذا المركز في الواقع سيقوم بأعمال تخدم اللغة على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فحسب ويتمثل ذلك في أمور كثيرة من أهمها نشر اللغة العربية وهذا جانب مهم جداً برأيي لأن هناك إقبالا على مستوى العالم حتى بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث ازداد الاهتمام بها وبتعلمها وإن كان من تقصير فهو منا نحن العرب وإلا فهناك إقبال ولأسباب عدة ومختلفة قد تكون حضارية أو اقتصادية أو ثقافية وعلينا أن نستفيد من هذا التوجه، وأعتقد أن مركز الملك عبدالله من أكبر مهماته هي قضية نشر اللغة في الخارج.
بالإضافة إلى أنه يرى أن المراكز التي تعنى باللغة العربية سواء في العالم الإسلامي أو على مستوى العالم تحتاج إلى رعاية من ناحية المناهج الدراسية والتدريب واستخدام التقنيات الحديثة في خدمة اللغة معتقداً أن من مهام المركز أيضاً على المستوى العالمي هو تطوير تعليم وتقنيات اللغة العربية لتتواكب مع معطيات العصر الحديث فيما يتواصل مع التقنية والمعرفة الرقمية لأننا نعيش في عصر المعرفة وبالتالي لا بد من تطوير أساليبنا ووسائل تعلم وتعليم اللغة لتتفق مع التقنيات الحديثة أو بمعنى آخر لتطويع تقنية الإنترنت والحواسيب لخدمة اللغة وهذه قضية كبيرة وسيعنى بها المركز.
من جانب آخر يتابع الربيع قائلاً: إن المشتغلين باللغة في مناطق كثيرة من العالم يحتاجون إلى جهة تجمعهم وتنسق فيما بينهم وتضع لهم البرامج وهذا في تصوري سيحققه المركز من خلال المؤتمرات وورش العمل والندوات التي سينظمها من أجل تطوير تعليم اللغة ونشرها، وسيكون لهذا المركز إشعاع علمي كبير من خلال الكتب والنشرات والدوريات التي سيصدرها، وفي النهاية فنحن في غاية السرور بهذا المشروع الضخم الذي سيسهم في خدمة اللغة بشتى الطرق. ويتابع: ولا أخفيك أنه بعد إعلان خبر المركز اتصل بي العديد من الأصدقاء والعلماء والمهتمين باللغة سواء من خلال مجمع اللغة العربية الذي أتشرف بالانتماء إليه أو من جهات أخرى يشيدون بهذه الخطوة ويستبشرون بها خيراً ويدعون للمليك بالتوفيق والخير على اهتمامه المتلاحق باللغة العربية. ويختتم الدكتور الربيع حديثه بقوله: إننا نعيش في جو ثقافي عالمي إن صح القول وما جائزة الملك عبدالله للترجمة التي تعد خدمة أيضاً للغة عن طريق النقل منها وإليها وجائزته - حفظه الله - للتراث والثقافة إلا أكبر دليل على ذلك.