النحاة لم يفسدوا اللغة، وإنما أفسدها الذين جهلوا ما قدمه النحاة من محاولات عديدة أقل ما تُوصف به أنها محاولة علمية من الدرجة الأولى.. وقد أحزنني ما قرأت من كلام الدكتور علي فهمي خشيم، وما لمست فيه من جرأة ومبالغة لا مبرر لهما من اتهام النحاة بإفساد اللغة، وقد ذكّرني هذا الكلام غير المنضبط علميّاً بما قاله كثيرون من قبله أمثال سلامة موسى، ودريني خشبة، ولويس عوض، وشريف الشوباشي.
مما لا شك فيه أن برنامج أمير الشعراء ملأ المقاعد الفارغة أمام الشعر والشعراء، وعزز ديمومة السؤال الشعري المتوالد، وإن كان بشكل سطحي ومحدود فيما أضاف البرنامج إلى القصيدة العربية، بعيداً عن الشيكات وصرر الدراهم الكبيرة، فهل يسعى (أمير الشعراء) إلى خلق ذهنية تنهض بالأداء الشعري الراهن؟
إنه من الحكمة تجريد البرنامج من صبغته المادية وتمييع فكرة الشيكات الكبيرة وإعادة النظر في اللقب المستهلك سنوياً
...>>>...