عيناها مغرورقتان بدموعٍ حارقة، تود التخلص منها ولكنها لا تستطيع. تلتفت يمنةً ويسرة باحثةً عن أمها أو أبيها أو أحد إخوتها ومحاولة استيعاب ما يدور حولها. شفتاها الصغيرتان ترتجفان بقوة من البرد، أو ربما من الخوف.. أو كلاهما. وقع نظرها وهي جالسة فوق السرير على مجموعة من العجائز يقفون خلف الباب الزجاجي يتكلمون ويدخنون الغليون ويضحكون، كانوا مستغرقين في أحاديثهم ولم يعنهم أبداً
...>>>...
في المجموعة القصصية الأولى (ميسون) للكاتب محمد عطيف رحلة شاقة نحو الإنسان، وسيرة سردية تقتدي بمفردة خطاب الأناء التي تفرز دائماً العديد من الصور الوجدانية المعبرة، وتتخلق منها جملة من الموقف المكتظة بالعناء.. تلك التي يبرع عطيف في استدراجها ومقاربتها مع لغة القص لتكوين هذه المشهدية الدائمة لحزن الناس حوله، إذ يمتاح من فداحة الألم اليومي هذه الجمل القصصية لتُكوِّن هذا القاموس القصصي
...>>>...