هطلت الأمطار وفرح الصغار وخرجوا يتسابقون تحت زخات المطر.. وصراخ الأمهات الحنونات يتعالى وهن يسترجن أطفالهن في الرجوع خوفاً عليهم من البرد والأمطار، كنت لحظتها في الثامنة من عمري وكانت هي تصغرني بسنة على الأرجح.
عندما رأيتها أول مرة.. كنت أركض
بأقصى سرعة للحاق بمن سبقني من الأطفال.. وكانت هي تحاول الخروج
...>>>...
لم ينحن الشاعر رامزاً للكبرياء، ولم يرعو عند من نعتوه بالمارق!! هكذا ظل الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري بين برزخي القبول والرفض، فلم يشأ الشاعر الذي أُفعم الشعر كجنون أسطوري أن يقبل التدجين والمهادنة، فما كان من مديري الوطن إلا أن يمازجوا بين مساومة ورفض، في الأولى يتخلى الشاعر الفيتوري عن شعر غاضب وصادق، أو رفض يعيده إلى حظيرة المهادنة والتصالح مع الواقع الذليل.
...>>>...