تأليف: رفيف رضا صيداوي
بيروت: دار الفارابي 2008
يناقش الكتاب تحولات علاقة الأدب بالواقع على الصعيد المفاهيمي، والمتضمِّنة لفكرة تحرير الأدب من (أسْر) الواقع الذي أنتجه حتى لا يبقى مجرد انعكاس أو محاكاة لِمَهْدِ ولادته المجتمعية، وذلك بالحفاظ على خصوصية العمل الإبداعي عموماً، والروائي منه خصوصاً كجُهْدٍ خلاَّق له قيمته الذاتية المحضة. وتمهيدا لهذه القراءة، قامت المؤلفة بتتبع المسار النقدي الذي أفرز نظريات متعددة حول مفهوم النص الأدبي الروائي وعلاقته بالواقع، وما أفضت إليه العلاقة الجدلية بين النقد والنص الروائي من إغناء لهذه النظريات، أتبعت ذلك بتناول مجموعة من النصوص الروائية العربية التي أسهمت عبر أساليبها وأنماطها السردية المختلفة في دعم فكرة انتماء النص السردي الروائي التخييلي وانتماء مرجعه الاجتماعي إلى جذر اجتماعي واحد، (لأن هذه النصوص المختارة، على اختلاف أنماطها السردية، اشتغلت على لعبة التخييل، فقامت على تقليص الحدود بين (الواقعي) و(المتخيل) عبر الخلط بينهما أو الإيهام بحقيقة المتخيل وخيالية الواقعي. لقد سمح القسم الأول من الكتاب بقراءة تحولات الرواية وتحولات الواقع، وعلاقة الرواية بالتاريخ، أو علاقة الرواية بالمدينة قراءة متحررة من نمط تحليلي يربط بين (داخل) هو النص نفسه وبين (خارج) هو تارة الواقع، وتارة أخرى التاريخ أو المدينة بوصفهما عناصر من الواقع أو بوصفهما الواقع نفسه.
يقع الكتاب في (270) صفحة من القطع المتوسط.