تأليف: محمد عبدالحميد الحمد

دمشق 2008

دراسة ضمت ثمانية فصول تناولت تفاعل الحضارات الصينية والهندية والفارسية والرومانية، واليونانية والعربية، عبر حضورها الفاعل على طريق التجارة والتبادل الذي عرف بطريق الحرير.

وهي الحضارات التي اقترنت بطريق الحرير، والذي سمي كذلك بسبب تجارة الحرير. وتروي الأسطورة بأن اكتشاف طريق الحرير كان حوالي 2700 قبل الميلاد في حديقة الإمبراطور الصيني هوانجدي، الذي طلب من زوجته معرفة سبب تلف أوراق شجر التوت. عندها اكتشفت ديدان بيضاء تتغذى على أوراق التوت وتقوم بغزل شرانق لامعة. وهكذا، فإن المؤرخين يجمعون على أن الحرير قد اكتشف في الصين، وأصبح مادة تجارية هامة بين الصين والعالم أجمع.

وفي تقديمه للكتاب، يقول المؤلف: (تحت عنوان طريق الحرير امتدت الدروب الطويلة والمتشعبة واللامتناهية، بدءاً من البلدات الصينية وامتداداً إلى الهندية والفارسية والأرمينية واليونانية.. وحتى العالمين العربي والإسلامي.. وانتهاء بالبلاد الغربية؛ حتى بات طريق الحرير هذا معلماً من معالم الحضارات الرائعة لدى شعوب الأرض وأممها). وطريق الحرير هو مجموعة الطرق التي ربطت فيما بين شعوب العالم القديم، وهي عبارة عن شبكة مواصلات امتدت من الصين إلى أرجاء العالم.

وفي حديثه عن الحضارة الفارسية، باعتبار فارس إحدى الدول التي يمر بها طريق الحرير، يسرد المؤلف تاريخ فارس الحضاري، ويقسمه إلى ثلاث حقب أو إمبراطوريات: الأول الأخمينية، والثانية الفرثية، والثالثة الساسانية. ويذكر في هذه الحقب أسماء الملوك التي حكموا أثناءها. يخصص الكاتب الفصل الرابع للحديث عن أرمينية ودورها في حضارات الشرق الأوسط. أما الفصل الخامس فقد خصصه للحضارة اليونانية التي كانت أس الحضارة الغربية، وفيه تعرف الكاتب لموقع اليونان وتاريخها، ثم استعرض الفكر اليوناني والمفكرين اليونان العظماء، ومنهم: تالس، أنكساغوراس، هيراقليطس، فيثاغورث، أبقراط، هيرودوت، أفلاطون، وأرسطو. وفي الحديث عن العرب والمسلمين وطريق الحرير، يستعرض المؤلف تجارة العرب مع الهند، ثم يدخل إلى حالة التصوف ووحدة الأديان في التاريخ العربي والإسلامي، ويتحدث عن دور الترجمة في نقل التراث اليوناني. وعن الحضارة الأوروبية وطريق التوابل، مستعرضاً الحضارة الغربية في العصر الوسيط ودور العلم العربي في تأسيس النهضة الأوروبية.

يقع الكتاب في 442 صفحة من القطع العادي.