تأليف: فرناندودي لاجرانخا
ترجمة: عبد اللطيف عبدالحليم
القاهرة:الدار المصرية اللبنانية 2009
يتناول المؤلف عددا من الدراسات والمقالات في الأدب المقارن، وذلك بهدف تعريف القارئ العربي بكيفية تأثر الأدب الاسباني بالحكايات العربية وكيف أن مسألة التأثير والتأثر هي لب الأدب المقارن حسب المدرسة الفرنسية.
يضم الكتاب، عشرة فصول، تعالج كلها هذا الجانب، ومن المعروف أن المصنفات الشعبية العربية لعبت دورا ملموسا في مصنفات الأدب الشعبي الإسباني، ويوضح المترجم في مقدمته أنه ينبغي أن تفهم كلمة الشعبية هنا على وجهها الصحيح، فلا تعني المواويل والأغاني الشعبية العامية كما يريد أن يفهمها البعض منا، بل تعني هنا مصنفات فصيحة يتناقلها الشعب وترضي نزعته الفنية والخلقية والشخصية.
يقول المترجم في مقدمته: مسألة التأثير والتأثر هي لب الأدب المقارن لدى المدرسة الفرنسية، وقد فهمت كثيرا على غير وجهها، لأنها اقترنت أحيانا بالنقل والسرقة وعدم الأصالة على أقل تقدير، ونحن ننسى أن يكون نقل فكرة إلى أدب آخر يقتضي - عادة - تحويرا للفكرة وإسباغ الناقل عليها صفة خاصة، ربما تخفي معها أعراق الفكرة الأصلية ثم ما العيب في تأثر أدب بآخر، وثقافات الأمم كلها تتأثر كل منها بالأخرى.
ويضيف المترجم قائلا: إن التأثير العربي في هذه الدراسات واضح لا مرية فيه، وقد دلل المؤلف على ذلك فأشار إلى دور الموريسيكين في نقل هذه الحكايات والمرددات الشعبية، التي هي - في رأينا - الغذاء الثقافي اليوم للعرب والأسبان آنذاك، لكن معظم هذه الأدلة لا تزال فروضا في حاجة إلى الوقوف على أدلة تاريخية موثقة، وإن كان عدم الوقوف عليها لا يعني أنها واضحة، لأن النقل والتأثير واضحان بنفسهما وما على الأدلة إلا أن تثبت أمرا ثابتا.
الفصول العشرة التي يَضُمُّها الكتاب، يُبَيِّنُ كل فصل منها أثرًا عربيًّا في رواية أسبانية مختلفة، ويبدأ بأشهرها في الفصل الأول، تحت عنوان (أَصْلٌ عَرَبِيٌّ لحكاية أسبانية مشهورة) وهى الحكاية المشهورة في الأدب الأسباني، والتي وردت في الفصل العاشر من كتاب (القونت لوقانور) عن رجل لا يجد ما يتبَلَّغُ به - بسبب مَسْغَبَتِه - سوى حبات من (الترمس)، وهى الحكاية التي صنفها دون خوان مانويل، ولاقتْ إقبالًا هائلا في أسبانيا، حتى إن الكاتب الأسباني دون بدرو كالديرون ضَمَّنَها في المشهد العاشر بالفصل الأول لمسرحيته الشهيرة (الحياة حلم).والتي يكشف المؤلف بأن هذه الحكاية الأشهر في أسبانيا أصلها عربي، وبالتحديد فإنها تنتهي عند عبد الرحمن القنازعي، الذي وُلِدَ عام 341، والذي أثبت التاريخ أنه دَرَسَ بالفعل في قرطبة، وكتب هذه الحكاية التي أُخِذَتْ عنه في الأدب الأسباني.
يضم الكتاب كذلك عبر فصوله التالية: ثلاث حكايات إسبانية من أصل عربي، حكايتان عربيتان من حكايات اللصوص في الأدب الإسباني في القرن السادس عشر. عقوبة المتغزل - حكاية إسبانية من أصل عربي، حكايات عربية في حديث المائدة لتيمونيدا، حكايات عربية في الأيكة الإسبانية، كلب أولياس وكلاب أخرى، صدى عمرو بن معد يكرب في الأدب الإسباني.
ملء العين - حكاية إسبانية من أصل عربي، المقص الردئ - حكاية عربية في الأدب الإسباني.
يقع الكتاب في (170) صفحة من القطع العادي.