تأليف: مايكل هاملتون مورغان
ترجمة: أميرة نبيه بدوي
القاهرة: دار نهضة مصر 2008
يكشف الدبلوماسي السابق (مايكل مورغان) في كتابه (تاريخ ضائع) كيف لعبت الحضارة المسلمة دوراً مؤثرا في الحضارة الإنسانية، وامتد تأثيرها حتى العصر الحديث، مستعرضا الإنجازات التي حققها المسلمون في العلوم والثقافة والتي يقول أنها وضعت حجر الزاوية لعصري النهضة والتنوير في أوروبا، بل والمجتمع الغربي الحديث، ويعرض الكتاب سرداً زمنياً للعصور الذهبية للحضارة الإسلامية وذلك بدءاً من سنة 570 م -أي مع ميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث يتناول تأثير العلماء المسلمين على العصر الحديث أمثال ابن الهيثم، وابن سيناء، والخوارزمي، والكثير من الشخصيات الإسلامية التي أحدثت ثورة في علوم الرياضيات والطب والفلك في عصرها ومهدت الطريق أمام نيوتن وكوبرنيكس وآخرين. ويضيف أن النبي محمد كان ملهما للعديد من القادة في الغرب الذين تحدثوا عن العدالة والتسامح الديني ودعم العلوم والفنون.
يقول المؤلف: (يقول العلماء أنه حتى القرن ال15م كانت علوم المسلمين تفوق مثيلاتها وأن قيم الإسلام لم تكن عائقا للتقدم وهي نواة النهضة الأوربية ومثل الإسلام من طلب للعلم ولنبذ العنصرية ساهمت في تقدم العلوم والمجتمع المدني حتى الآن لذا ينبغي أن تضاف لوصف الحضارة الأوربية اليهودية المسيحية كلمة إسلامية أيضا فالحضارة الإسلامية جزء من الحضارة الغربية...).
ويضيف: (كانت القيادة الإسلامية المستنيرة سببا في ظهور العصور الذهبية العديدة، أسس (نظام الملك) الوزير في القرن العاشر الجامعات في فارس والشرق الأوسط وهي سلف الجامعات الغربية الحديثة، ورد على السلطان الذي أراد أن تصرف الأموال على معدات الجيش بدلا من العلم):لن تتعدى أسهم الجنود 100 ياردة أما أسهم جنود العلم فستصعد إلى السما). استطاعت القيادة الإسلامية المستنيرة لثمانية قرون، إلهام مناخ من الاختراع والثورة الفكرية الفريدة التي ساعدت في تشكيل القيادة الحديثة في أوربا، و لقد سادت التجارة في أوربا أثناء عصر الاستكشاف بخريطة الإدريسي في القرن الـ12م. إنجازات في الرياضيات والعلوم والطب والفن والمكتبات والجامعات والعدالة والمساواة والصحة وتقبل المذاهب المتنوعة والديمقراطية.
وظل المثل المستنير من القرن السابع حتى القرن الخامس عشر متجسدا في القرآن والسنة برغم وجود حكام ضعفاء ومستبدين.. لكن ظل هناك على الدوام نموذج القيادة العادلة والرحيمة الذي يتبعه القادة الصالحون.
ناصر الأمويون والعباسيون والسلاجقة نموذج الحكومة الصالحة وألف (نظام الملك) كتاب الحكومة وفيه: (قد تدوم المملكة بلا دين لكنها لن تصمد في وجود الظلم).
كما يضيف: (ظلت القدس تحت الإسلام تتعايش فيها الأديان الثلاثة، المسيحيون يذهبون للحج واليهود في كل مكان، في حين في الحملة الصليبية كانت المجزرة للآلاف من المسلمين واليهود بل والمسيحيين الأرثوذكس حتى النساء والأطفال وسرقت حتى الكنائس، أما صلاح الدين فقد فدى 100.000 بجزية ودفع هو وأخوه وصهره فدية 30.000 فقير وعندما قتل حصان ريتشارد في إحدى المعارك تركه المسلمون يمشي عبر كتيبتهم كلها دون مهاجمة حتى أرسل له صلاح الدين فرسين.
(تحت الولاية الإسلامية استطاع مزيج المسيحية والإسلام واليهودية أن يتعايش وبعد رحيل الولاية الإسلامية تتناول العناوين اليومية الصدامات بين الثقافات ويبدو مثال إيزابيللا بالأقاليم المنفصلة بدلا من النموذج الإسلامي متعدد الأوجه).
قال الرئيس جيمي كارتر عن الكتاب: (يقدم لنا (التاريخ الضائع) إحدى حلقات الوصال المفقودة في قصة العالم المترابط، حيث يظهر الكتاب الأثر الذي خلفته الحضارة الإسلامية، وإنجازاتها عبر المشرق والمغرب). يقع الكتاب في (03 3) صفحات من القطع العادي.