Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
تشكيل
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
الحرف غيمة
السعودة البصرية (2-2)
مها السنان

 

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أهمية السعودة البصرية والتي نقصد بها اقتناء العمل الفني المحلي لتزيين الحوائط أو الفراغ في المنشآت التجارية بدلاً من استخدام العمل الفني المستورد، وذلك كواجب وطني يساهم من خلاله المستثمر في تحفيز الحركة الثقافية إضافة لنتائجه الاقتصادية الإيجابية على المدى البعيد.

وفي بادرة يعود الفضل فيها للتشكيلي ناصر التركي الذي استفاد من الرغبة الحقيقة في التوجه المنطقي لسعودة المنشآت وخصوصاً السياحية منها والذي أبداه أعضاء مجلس إدارة مؤسسة الأميرة العنود من خلال فندق نوفوتيل الرياض الذي تمتلكه المؤسسة، مما نتج عنه أول فندق سعودي (على حد علمي) يعرض أعمالا فنية سعودية أصيلة في كافة أرجائه بالبهو والقاعات والغرف والأجنحة! مما يعني أكثر من 600 لوحة مختلفة الأحجام والأساليب.

ربما يعتقد البعض أن فرحتنا بمثل هذا الفعل لا تخرج عن الحماسة والمحبة للوطن، ولكن التأثير الفعلي أبعد وأوسع، فهو من الناحية الاقتصادية منفذ لمنتج محلي يغطي جزء كبير من حاجة السوق كما يفتح سوق عمل لأولئك الفنانين اللذين يرغبون بامتهان الفن التشكيلي بطريقة آمنه من ناحية تدفق وثبات الدخل بدلاً من ممارسته متى ما سمح الوقت بشكل لا يلغي الإبداع كمدخل للعمل الفني.

وقد أتيحت لي فرصة التحدث قبل فترة وجيزة مع وفد من دار سوثبيز العالمية للمزادات حول هذا الموضوع أثناء زيارتهم للمملكة للبحث عن إمكانية فتح فرع للدار في جدة أو الرياض، والذي سوف يدفعه مستوى الأداء ومدى جدية المستثمر المحلي إضافة إلى متوسط سعر اللوحة، ونعلم أهمية وجود دار للمزادات على الوضع الاقتصادي من حيث مساهمتها من خلال بيع الأعمال الفنية في الجذب السياحي وما يصاحبه من تفعيل للمنشآت السياحية كالمطاعم والأسواق إضافة إلى تفعيل حركة بيع الأعمال الفنية بحد ذاتها، والذي أيضا يساهم في عملية التصنيف للفنانين والفنانات مع وضع نوع من المعيار التقريبي لسعر العمل الفني السعودي.

لذا الدعوة الآن لكل من المستثمر والفنان أو الفنانة، المستثمر لخدمة الوطن من خلال السعي لاقتناء العمل الفني السعودي والذي سوف يعود عليه في المستقبل اقتصاديا، وللفنان من خلال دعوته إلى العمل على مبدأ الإنتاجية كماً وكيفاً مع مراعاة عدم المبالغة في الأسعار.

أقول ذلك لأننا مقبلون في منطقة الشرق الأوسط على عصر ذهبي في الفنون البصرية يجب أن نستحثه ونستغله نظراً لأهمية مؤثراته الحضارية والاقتصادية والثقافية.

الرياض msenan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة