الدورة الأخيرة ل(آرت دبي) المنعقد بحضور عدد من قاعات العرض العربية والدولية مناسبة هامة تتعدى اطارها الخليجي إلى العالمي، وهي وان كانت متابعة لما نهجته الامارات العربية المتحدة في رعاية مثل هذه الاهتمامات الجديدة الا انها قربت كثيرا للفنان الخليجي منتج الفنان على مستوى العالم.
لن يضم ارت دبي كل النماذج الكبيرة او الشهيرة لكنه تقديم مطلوب في ظل فترة كان الفن فيها معقودا على دعم المؤسسات الرسمية وبينها بينالي الشارقة الذي يتزامن مع هذه المناسبة.
مما لفت نظري والمشاركين في ارت دبي هو الحضور السعودي الكبير الذي تمثل في التواجد الشخصي بعيدا عن المشاركة ثم الحضور بالمشاركة وقد تمثل في وجود قاعة أثر التي يمكن اعتبارها تحت الانشاء اذا علمنا انها لم تُعرف كاسم لقاعة في المملكة قبل مشاركتها في هذه المناسبة.
اختارت اثر مجموعة من الفنانين والفنانات في اكثر من مجال واعتقد انها كانت موفقة في اختيار بعض اسمائها. كنت قبل نهاية الارت دبي في لقاء مع الفنانة التشكيلية العمانية نادرة بنت محمود وكانت تمتلك قاعة تعرض فيها اعمالها في احد فنادق مسقط، وهي الان مهتمة باقتناء اعمال فنانين مع زوجها المحامي الذي يشاركها الاختيار لتكوين مجموعة فنية. كانت في لقائي بها فرحة بعمل اقتنته من اثر للفنان صديق واصل، كانت تتحدث عن العمل بكثير من الارتياح وكانت تقول انها حريصة على التعرف على المزيد من الفنانين السعوديين، لا أعلم عن مقدار المبيعات في اثر اذا علمنا ان معروضاتها كانت للفنانين التشكيليين السعوديين وبعض العرب، هناك عبدالله حماس الذي تم تبديل عمله باخر في اليوم الثاني وربما يكون اقتني، وهناك شادية عالم ومحمد الغامدي والاميرة ريم الفيصل واحمد ماطر الذي كان يعرض عملا في الناحية المقابلة لاثر وهي قاعة عرض اخرى، ورائدة عاشور ونهى الشريف وحسين المحسن والسوري فاروق قندقجي الذي احتل عمله مساحة كبيرة من المكان والفلسطيني ايمن يسري الذي اشتغل على موتيفة اعلانات الافلام او ما يسمى بالافيشات والعمل او اهتمام ايمن يتمثل في ملصقات الاعلان الماخوذة من مجلات مصرية كانت تعلن عن معروضات السينما، بصور الممثلين والممثلات واسمائهم، يلصق أيمن هذه القطع على علب محارم اومناديل ورقية، هذا الاهتمام ذكرني باحد الاصدقاء الاحسائيين الذي كان يجمع قصاصات الاعلان عن الافلام القديمة وهي المصرية طبعا وكنا نهتم بذلك رغبة في جمع صور الممثلين الذين لكل منهم شخصيته، بل وغير ذلك كانت بعض أنواع اللبان او الحلويات ترفق صور ممثلين مشهورين وكان هناك تسابق على جمع اكبر قدر من الصور، وقد شاهدت بقايا من هذه الصور مؤخراً في احدى المحال التجارية لبيع الحلوى في البحرين، وعوداً على اهتمام ايمن يسري فانه عرف عن هذا الفنان تنوع تجريباته وخاماته. المساحة التي منحت لأثر كانت صغيرة ومحدودة لكنها بداية طيبة على الاقل احسسنا معها بحضور سعودي في مثل هذه المناسبة الكبيرة، كان عبدالناصر غارم العمري يعرض في احدى قاعات البستكية ثلاث من اعماله الجديدة وبالمثل احمد ماطر الذي يعرض في ارت سبيس، بمعنى ان حضوراً سعودياً كان ملفتا في مناسبة ارت دبي، تمنيت وجود قاعات اكثر مع وجود امكانية لذلك او مساحة اوسع لاثر لكنها التجربة الاولى، التقيت بكثير من فناني المملكة وفناناتها محمد المنيف وعبدالله حماس وعدد من المشاركين في المناسبة وعبدالعزيز عاشور ومها السنان واعتدال عطيوي وتغريد البقشي وزهراء المتروك ونجلاء السليم وأحمد حسين ونهار مرزوق وزمان محمد جاسم وغيرهم هذا خلاف النقاد والمهتمين والفنانين والمقتنين ومنظمو المعارض والوسطاء الفنيين وعدد من اصحاب اهتمام بالفن او تسويقه، كانت مناسبة كبيرة في دبي مسبوقة بدورات في دبي نفسها وابوظبي، ومتزامنة مع بينالي الشارقة الذي سيكون لنا معه كتابة لاحقة.
الدمام
aalsoliman@hotmail.com