Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
تشكيل
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
من الحقيبة التشكيلية
آرت دبي الثالث
حضور عربي متنوع يبحث عن سبل التوازي مع مسار الفنون الغربية

 

إعداد: محمد المنيف

لا شك أن إقامة معارض ومناسبات تشكيلية بحجم ما شوهد في آرت دبي وبينالي الشارقة وبهذا الانفتاح على الجديد والحديث في الفنون مهما اختلفت الآراء حولهما ومهما تعدد الحكم عليها تبقى فرصة هامة للحصول على الحقيقة التي تعيشها الفنون التشكيلية الحديثة من نقلة في الفكرة وأساليب الأداء والتقنيات، وقد سعدت كثيراً أن تلقيت الدعوة من قبل المنظمين لمعرض آرت دبي الذي كان ولا يزال لي رأي فيه لا يتعدى اختلافا في وجهات النظر التي تقبل الإقناع والاقتناع أيضاً بيني وبين مدير عام المعرض السيد جون ما رتن تجاه الخوف من المساس بجذور الثقافات، التي بررها في إجابته في حواري معه الأسبوع الماضي في أصفحة الفنون الجميلة يوم الجمعة بالجزيرة، بقوله إن الأمر مفتوح للجميع وان القيمين على المعرض لا يتدخلون في هذا الجانب بقدر ما يعنيهم المستوى الفني، كما هي أيضا سعادتي بان أشارك في حفل افتتاح بينالي الشارقة وحضور المؤتمر الصحفي الذي لا يقل بأي حال عن معرض أرت دبي.

إذاً، دعونا نستعرض أو نتحدث -إذا صح التعبير- عن هاتين المناسبتين المهمتين للفن التشكيلي.

حضور عربي متنوع

قاعات العرض التي قبلت مشاركاتها في معرض أرت دبي الثالث 2009م من دول عربية منها البحرين والسعودية وعدد من الصالات في دبي أو الأعمال التي تقتنيها بعض الصالات العالمية وتم عرضها في أجنحتها منها معروضات جناح غاليري (جوف + روزنثال) التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أعمال الفنان التشكيلي العراقي أحمد السوداني التي بيعت كاملةً، كما باعت غاليري (سفير- سيملر) التي تملك صالتين في لبنان وألمانيا أعمالاً عربية لمتاحف أمريكية ومتقنين أوربيين أيضاً باعت غاليري (أجيال) البيروتية نحو 80 بالمائة من معروضاتها من جانبها أيضاً باعت غاليري (أثر) من جدّة بالمملكة العربية السعودية، التي تعدُّ أول صالة فنية سعودية تشارك في معرض (آرت دبي)، غالبية أعمالها المشاركة لنخبة من التشكيليين السعوديين المعاصرين.

هذه الأعمال وتلك القاعات كان لها صدى كبير في نفوس الفنانين العرب من المشاركين ومن الحضور، هذا الصدى مبعثه الإحساس العاطفي تجاه أولئك الفنانين وتلك القاعات أن يكون لها حضور في هذه المناسبة لتقدم إبداعات عربية لا تقل بأي حال عن الأعمال الأخرى القادمة من مختلف دول العالم ولهذا جاءت اللوحات والأعمال الفنية العربية ذات سمة ونكهة ونمط يحمل روح ورائحة التراث مهما تعددت الوسائط فيها أو الأساليب التي يبحث من خلالها الفنانين العرب إلى السير بخط متواز مع النزعات الجديدة في عالم الفنون الحديثة التي يخرج منفذوها أحيانا كثيرة عن المألوف في الشكل والبحث عن أبعاد الفكرة والمعنى.

كما أن هذا التنوع ف الأعمال العربية مع اختلاف كل منها حسب رؤية ورؤى الفنان بناء على مختزلة البصري واتساع مساحة ثقافته وقدرته على المغامرة والجرأة لتقديم أعمال موازية ومماثلة في الطرح مع الاحتفاظ بالهوية خصوصا في مثل هذه المحافل والمناسبات التي لا تسمح للقيود أو القولبة أن تتحكم في تحركها مع ما يراه القيمين على المعرض من أهمية الموقع والجمهور واحترام ذائقتهما تمشيا مع القيم والمبادئ، وهذا ما لوحظ في أرت دبي الذي قدم معرضا بإيقاع هادئ متزن ومحقق للهدف الذي يقرب المفاهيم الفنية العالمية إلى المجتمعات الأخرى.

قاعة اثر خطوة نحو العالمية

مع تواضع الموقع إلا أن الأعمال كانت بحق مصدر إعجاب واهتمام المقتنين، هذا الحضور لهذه القاعة وبهذه المبادرة التي نعلم أنها مغامرة تستند على حقيقة مؤطرة بالثقة، قل أن تحدث من قاعات أخرى حيث استغلت إدارتها قناعة القيمين على المعرض بما شاهدوه من أعمال في معرض في لندن فكان لها أن تشارك في هذا المحفل مع ما تحملته القاعة من تبعات أخرى لم يكن أمامهم غير قبولها تحقيقا للهدف وهو الوصول إلى العالمية والخوض في منافسات القاعات الأخرى فخرجت من هذه التجربة بالريادة ورسم مسار جديد للعمل الفني السعودي عالميا عبر هذه البوابات.

استكشاف واستشراف

الحقيقة أن مثل هذه المناسبات تعد فرصة للفنانين التشكيليين للتعرف على الجديد وقد سعدت أن شاهدت عدد كبير من التشكيليين السعوديين في هذا المعرض وفي بينالي الشارقة منهم عبد الناصر غارم، واحمد ماطر اللذين يقيمان معارض لهم إضافة إلى حضور كل من عبد الرحمن السليمان، عبد الله حماس، احمد حسين، ونهار مرزوق، زمان جاسم، احمد النجار، اعتدال عطيوي، ونجلاء السليم، د. عبير الصاعدي، مها السنان، وزهراء المتروك، هناء حجار، ما يؤكد أن الأيام القادمة ومن خلال وعي هؤلاء بالواقع التشكيلي الحديث سيغير وجه الساحة التشكيل ي المحلية نحو مستقبل أكثر جرأة وقدرة على المنافسة العالمية.

آرت دبي والدورة الثالثة

وحينما نعود إلى هذه المناسبة التي سعدنا بحضور فعالياتها لنستعرضها بعد اختتامها نجد أنها حققت نجاحا ثالثا يدفعها لخطوات مماثلة في الأعوام القادمة حيث استقبل المعرض أعداد قياسية من الزوار استعرضوا فيه مقتنيات 68 صالة فنية إقليمية وعالمية، وشهدوا كشف النقاب عن الأعمال الفائزة بجائزة أبراج كابيتال في دورتها الأولى، ومعرض (فن الجواهر الساحرة) الذي نظمته دار (فان كليف آند أربلز)، و(منتدى الفن العالمي) في دورته الثالثة، والأعمال التجريبية في (آرت بارك)، وأنشطة مبادرة (ستارت) المخصَّصة لتطوير الذائقة الفنية والإبداعية بين الأطفال.

كما حظي معرض (آرت دبي 2009)، الذي أقيم في مدينة الجميرا على مدى خمسة أيام، أكثر من 14.000 زائر، بمن فيهم أكثر من 4000 مشارك من حول العالم. كما كسب الاهتمام الإعلامي الكبير من قبل الصحافة العربية والعالمية، وبهذا الزخم من النجاح عزز (آرت دبي) مكانته كأضخم حدث فني وإبداعي سنوي من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكل منصة جديدة وهامة للعديد من صالات العرض الفنية والفنانين الذين حضروا من مناطق مختلفة من العالم مثل آسيا، وأوروبا، وشمال أمريكا..

آراء وتعليقات

قال معالي الدكتور عمر بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي ورئيس مجلس إدارة معرض آرت دبي: عاماً تلو الآخر، يجدِّد معرض آرت دبي نجاحه ويوطِّد مكانته العالمية، مجسداً رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله، في تعزيز مكانة الدولة كمركز ثقافي رائد.

ومن ناحيته قال جون مارتن، المدير والمؤسس المشارك لمعرض آرت دبي: (استجابت الصالات الفنية لتحديات الاقتصاد العالمي بمشاركتها بالكثير من الأعمال الفنية ذات الجودة العالية والتي أكدت على المرونة وإمكانية التكيف الكبيرة التي تتمتع بها أسواق الفنون المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وكان اكتشاف المواهب هي السمة الغالبة على فعاليات المعرض لهذا العام - فقد أحضرت صالات العرض الفنية الكثير من الفنانين الجدد إلى السوق وقد تفاعل المقتنين بإيجابية كبيرة لهذا المزيج المميز من الأسماء والأعمال الفنية الجديدة).

monif@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة