Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
مداخلات
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
أيها القصيبي.. إنها ملحمة غازية

 

من خلال أعين الثقافية في جزيرة الحلم كان باستطاعة الأديب المبدع والروائي الكبير والقيادي النادرة.. كان باستطاعته اختزال الوقت ونثر ديباجته الأدبية على رؤوس الأشهاد، وقمم الجبال، وأسطح الأنهار بل والغوص بها في قيعان المحيطات.. ليتلقفها الكل.. كل الكل.. فنوبلة وزيرنا وشاعرنا وأديبنا ملأت الأصقاع، وضجت بها الدنيا.. كيف لا وهي ملحمة أدبية غازية.. بل إني أحسبها معلقة ثامنة تحاكي المعلقات السبع المشهورة.. إنها حقاً رائعة وفاعلة.. تأسرك لتقرأها، وتأسرك لئلا تدعها ثم تأسرك ثالثة لتعود إليها.

(قبضة الرعب) أخذت مكانها بين الجمل الإبداعية.. يكفي أن تكون هذه الجملة لوحدها لوحة جمالية تسرق الألباب، وتسطوا على أحلام الأدباء وممتلكاتهم وملكاتهم.. ليس لأنها غازية قصيبية.. بل لأن قارئها يستمتع بلفظها ووميضها، ويتلذذ بكنهها حين يقلب ناظريه بمدلولاتها.

إيه غازي.. ومن بحجمك ينتشي.. ومن هو بقامتك يغرد كما العصفور الذي راعه الربيع فانثنى باسمه ورسمه يدغدغ المشاعر، ويذكي الأحاسيس، ويصبغ سفح الوادي بترنيماته العذبة ليزيح بها عن كاهل الملدوغين هم المسؤولية، وقلق المساءلة.

إيه غازي.. وأنت تسبح في خضم النص اللا نص.. تزرع فينا بلابل دوح.. وحمائم سلام.. كانت بداياتك كما أشرت جرأة في جرأة ولا غرو إذ جرار الأدب كانت ملقاة على ساطئك المستراح الذي نغبق من أواره المتنامي في الدوران جداول مترعة بالوعة والحبور ولكي لا يضيع المتن سكبنا زوبعة الفتن..

واشتد قلم الوزير رويداً رويداً.. وقال الكل له: نعم لما ارتآه ورآه في فنه، ولما جال بأفكارهم عن فكره من روعة في البناء، وجمال في الأداء رغم ثقل المسؤولية، ومسؤولية الثقة، وحرارة الاصطبار، والانتظار بعد الانتظار.

إيه غازي.. علامات التعجب التي طالت مدادك تنبئ عن تواضع جم يكبر كثيراً أمام إنسانيتك.. إبداعك.. تألقك.. ووزارتك.. كل هذا الكم يحتاج إلى كم وكم وكم فلا غضاضة بتصويت الجموع الغفيرة لشخصك الكريم فأنت قدمت للألى لوحات فنية غاية في الإبداع فلم لا يحتفون بك يا معرف الفكرة، ومفسر المعرفة، أوليس جسرك هذا يصل بهم إلى درب الحرف، ولجة الكلمة، ورونق القصيد.. اقبل يا مقلد القلم ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى فحضورك يطغى على كل حضور، وسعدك يزف الورق الأخضر للاصطفاف من جديد بكنه روايتك، وحدس قافيتك التي طالت حدود الصحراء فتنفست عبيراً وشوقاً إلى رؤاك فلا تحرمها مجدك التليد، وفألك الوليد أيها السعيد.

محمد بن عبدالرحمن الغماس - الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة