إلحاقًا للمقالة السابقة التي تحدثت فيها عن التعديات على الكتاب في المكتبات العامة، وخاصة مشكلة الكتابة على صفحات الكتاب، والتخطيط تحت الأسطر، وكتابة التعليقات بأقلام الحبر بمختلف الألوان - أريد أن أشرك المهتمين بما أفكر فيه من طرق قد تحد من مثل هذه التعديات والتشويهات، كما أني سأقترح بعض الأفكار تتعلق بكيفية العمل على تنظيف الكتاب وإعداده للقارئ بشكل لائق.
وأتقدم بالاقتراح التالي إلى المهتمين وعميد شؤون المكتبات خاصة لعلّه إن رأى فيه فائدة وأنه يمكن تطبيقه، يبادر إلى دفعه إلى قنوات تبدأ في تنفيذه. والمقترح يندرج في مشروع حملة تطوعية لخدمة الكتاب، وتقوم الفكرة على تطبيق ساعات تسمّى (في خدمة الكتاب) تكون اختيارية يقوم بها الطالب، ولا تعتمد في جدوله، ولكنه يقوم بها في أي وقت من ساعات العمل الرسمي في المكتبة وتحت إشراف المسؤولين فيها، بحيث يُعطى عددًا من الكتب المُتعدى عليها، ليقوم بتنظيفها؛ فإن كانت بقلم الرصاص يستخدم الممحاة، وإن كانت بأقلام الحبر يستخدم الطامس قدر الإمكان بحيث يمحو الكتابات والتعليقات ووفق ما تراه المكتبة ملائمًا. وإذا انتهى منها يعرضها على مشرف الدور، ويوقع عنده في جدول يبين ساعات خدمته بعد أن يرفق جدوله الدراسي، لتتمكن المكتبة من رفع ساعات الخدمة إلى أساتذته في القسم الذين يدرس معهم في الفصل الحالي.
ويمكن أن يكون لذلك تقدير معيّن يرتئيه أستاذ المادة بما يتفق مع اللوائح وبما يخدم الأهداف التربوية، بالإضافة إلى الأهداف العلمية. وبهذه الطريقة يتكرّس أولاً لدى الطلاب كهدف أساسي أهمية الكتاب واحترامه، وثانيًا يتكرس لديهم تقدير الكتاب وخدمته والمساهمة في جعله في وضع لائق.
وأحسب أن هذا المقترح إذا دعم بما يمثل حافزًا مهمًا لبعض الطلاب، وأعني أن يتعلّق الأمر بدرجة أو درجتين تزاد لرصيده، فإنّ ذلك سيدفع بعض هؤلاء الطلبة لتقديم الأفضل للمشاركة في حملة تنظيف الكتاب وترميمه. وهذا كله لن يكلف المكتبة إلاّ ممحاة وقلماً طامساً يستعملهما الطالب أمام المشرف على الدور وهو يقوم بهذه الخدمة. كما لن يكلفها إلاّ رفع قوائم بأسماء الطلاب الذين قدموا خدمتهم إلى الأساتذة كلٌ في قسمه، حيث يقدم الطالب صورة من جدوله الدراسي حينما يوقع في الكشف بعد إنهاء الخدمة.
ولهذه الحملة - كما أحسب - جدواها وأثرها خاصة في تكريس احترام الكتاب وتعويد الطلاب أنفسهم على مكافحة التعديات عليه، ونشر ثقافة احترام الكتاب عبر الإعلان عن رفض الممارسات ضده والوقوف إلى جانب حمايته. كل ذلك مهم في نظري لتعميق الوعي وردع المستهترين والمتعدين وتقليص دائرة عدوانهم.
كما أنّ لمثل هذه الحملة دورًا مهمًا في اختفاء الظاهرة مع الوقت بتكريس الوعي بحق الكتاب وحق القارئ، وخاصة إذا ما دُعم ذلك بمحاضرات توجيهية تقدم للطلاب المستجدين أو المستمرين على فترات متناوبة، ونشر الإعلانات، وتوزيع المطويات على الطلاب، وطلب مساعدة الأساتذة في توجيه الطلاب في محاضراتهم إلى احترام الكتاب.
كما يمكن أن تكون هذه الحملة تطوعية؛ بحيث تتبنّى الجامعات أسبوعًا للكتاب على غرار أسبوع الشجرة (وغيره من الأسابيع والأيام التي تمتلئ بها أيام السنة وهي ليست أكثر أهمية من الكتاب) يقوم فيه كل المهتمين والمتطوعين في تقديم الخدمات بإشراف عمادة شؤون المكتبات.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7845» ثم أرسلها إلى
الرياض
Rafef_fa@maktoob.com