Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
أقواس
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
انفض السامر وبقي السمر
في عنيزة الثقافة هي(الحدث) والمطلوب العدوى

 

الثقافية - خلود العيدان:

عندما تكون الثقافة هي (الحدث)، وعندما يكون شعار مهرجان ثقافي (نختلف ولا نفترق)، ويدرج جدول فعاليات المهرجان من ندوات ومحاضرات وعناوين وأسماء تستحق النقاش، وعندما يكون المهرجان حديث الناس والمنتديات الإلكترونية وخطب الجمعة فذاك ما نستطيع تسميته (بحراك ثقافي حقيقي)، وذاك ما حدث فعلاً في مهرجان عنيزة الثقافي الثاني والذي أقيمت فعالياته في مركز صالح بن صالح الاجتماعي، ومركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي.

وسواء أكنّا مع شعار المهرجان ومضمون ندواته ومحاضراته أم كنا نختلف معها إلا أننا في كلتا الحالتين لا نستطيع تجاهل الأصداء التي أثارها والتي جعلت الدكتور راشد المبارك يتمنى أن تنتقل (عدوى) المهرجانات الثقافية لجميع مدن المملكة، وجعلت الأستاذ عبدالله الناصر يخطط لعودة قريبة لعنيزة ليتسقط أماكن الشعراء ويسترجع تاريخاً ضم المهرجان لمحات منه، وأثارت الدكتور عبدالله الوشمي ليتمنى حضور المهرجان في دورته العشرين، وجعلت الدكتور عبدالله القفاري يتطلع لأن يناقش كموضوع في الحوار الوطني، بينما أكد مسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأن موضوع المهرجان يستحق أن يكون موضوعاً يعتلي منابر المساجد.

المهرجان الثقافي في منابر متعددة

امتد صوت المهرجان لمنابر متعددة، في المسجد وفي الانترنت وفي الشارع ما بين مؤيد ومختلف ومعلق ومنتقد، وقد أشار بعض خطباء مساجد عنيزة - حسب ما أوردته صحيفة المجلس الصادرة من عنيزة - إلى نقطة التعايش بين أصحاب المذاهب في المملكة، ورأى آخرون أن أغلب المتحدثين في المهرجان (مستغربون) استقوا ثقافتهم من الدول الغربية.بينما تناول بعض الخطباء قضية التعايش بين أتباع المذاهب في المملكة مشيرين إلى ضرورة التفريق بين التعايش وبين التحاب مؤكدين أن هناك منهجاً إسلامياً يحدد من نحب ونكره، وفي الوقت نفسه أشار أحد الخطباء إلى أن المختلف في المنهج يجب أن يحترم مشاعر سواه ، وخطيب آخر أكد أن قضية الاختلاف الكبرى لا يمكن أن تعالج بشعار وأن الخلاف يسلك طريقين أحدهما طريق يسلك مسلك التوحيد بين الناس جميعا بأي طريقة وهو طريق شطط والآخر طريق من يضخم الخلاف.

وأكد أن الاختلافات أوجبت بعث الرسل، كما ينبغي أن يميز بين أنواع الاختلاف ومراتبه، أما عن الانترنت فقد حفلت تعليقات رواده بتصفيق وإعجاب ومتابعة مميزة حمل أصحابها نشر المعلومة وتوقيت الندوات على عاتقهم دون توجيه رئيس تحرير ولا أمر بطباعة وتحملوا التغييرات الكثيرة في جدول الندوات، كما كان هناك اعتراضات ومتابعة وانتقاد كان من بينها انتقاد بعض الأسماء المطروحة كمحاضرين في المهرجان.

تفاعل على مدى 11 يوماً

حظيت عدة ندوات بمداخلات ساخنة وبحضور متفاعل كما في ندوة (الصلة بين العلم والفلسفة) للدكتور راشد المبارك التي كان تفسير آية فيها مثاراً للنقاش، وجدل آخر حول خيرية الاختلاف وشره جرى في ندوة (نقد الآخر:المنهج والأسلوب) للدكاترة عبدالله القفاري، علي الخشيبان ومحمد الهاشمي مدير قناة المستقلة الفضائية وبإدارة الأستاذ عبدالله الزيد. وندوة الأستاذ نجيب الزامل بعنوان (تجربة زمنية للتحاب والتعايش الطائفي) وأدارها الأستاذ علي الضاحي والتي تميزت بعرض نماذج للتعايش وبرسالة قرأها الزامل من الشيخ حسن الصفار. كما كان لعبدالله القصيمي حضور في محاضرة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي (عنيزة في تراث حمد الجاسر) وأدارها الدكتور ناصر الحجيلان، وحضور جيد في محاضرة الدكتور عبدالله الناصر (نحن والآخر)، ولابد من الحديث عن جانب الموهبة الذي كان نشطاً ومميزاً بمحاضرات وورش عمل مختلفة ومعارض تقنية.

(أحوال) جوية وظاهرة اعتذار المثقفين!

أكد المنظمون للمهرجان أنه تم الاكتفاء بفعاليات يوم الأربعاء 25-3-2009م كآخر نشاط يقام في الفعاليات الرجالية وإلغاء يوم الخميس بسبب الأحوال الجوية التي عاشتها منطقة القصيم بالإضافة إلى الاعتذارات المقدمة من قبل المحاضرين أمثال إبراهيم البليهي وتركي السديري وعبدالرحمن الحسيني، وأضحت اعتذارات المثقفين بعد فوات الأوان مؤخراً ظاهرة تستحق الالتفات إليها، فثقة المتابع بالجدول المدرج أضحت ضئيلة وفي تطلع دائم للبديل والإلغاء!، بينما أكدت مصادر ل(الثقافية) أن ضغوطاً ساهمت في اختصار الفعاليات، نظراً للاعتراض على اسم الشيخ حسن المالكي ومحاضرته التي كانت بعنوان (الانتقال من التسامح مع المختلف إلى الاعتراف به والإقرار بحقه ومنحه إياه) وشمل الاختصار أيضاً محاضرة (نحو السلم الاجتماعي) للدكتور حمزة بن قبلان المزيني وإن لم يكن هناك اعتراض عليها، ويبدو أن الأحوال الجوية مؤخراً طالت العديد من الفعاليات الثقافية في المملكة إلا أن الحراك الفاعل يظل (صحيا) والحوار الهادئ بين الأطراف المختلفة واجب وطني و(إنساني)، وبمثل هذا التفاعل نجح المهرجان بدرجة امتياز.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة