ضمن برنامج وزارة الثقافة والإعلام لضيوفها خلال أيام معرض الرياض الدولي للكتاب تم التنسيق لعمل زيارات لمعالم الرياض الثقافية، وتشرفت ضمن اللجنة النسائية في الوزارة بمرافقة بعض من الضيفات، وفخرا بنتاجنا التشكيلي أردت أن تشاهد تلك الضيفات ما وصلنا إليه من مستوى في مجال الفن التشكيلي خصوصا وأن لديهن إلماماً كافياً بمستوانا في المجال الأدبي. ومن ضمن الجهات التي زرناها كانت قاعة حوار وهناك اطلعنا على نماذج عربية بشكل عام وعدد من الأعمال السعودية التي نفخر بها، منها لوحة للقدير الراحل محمد السليم ولوحات أخرى لحماس والحجيلان والدهام وصبان ومنحوته للطخيس واستشفت الضيفة المستوى الجيد للفن التشكيلي من خلال هذه النماذج وكان مستوى العرض ومستوى الأعمال وموقع العرض رائعاً إلا إن الفكر التجاري للمؤسسة هو ما عاب -على حد تعبير الضيفة- تلك المنشأة من وجهة نظر ثقافية وتربوية، وهو بلا شك حق من حقوقهم ولكن فيه إيحاء من قبل الضيفة على أهمية وجود المؤسسات غير الربحية التي تسعى لنشر الفن دون هدف استثماري مالي وبهذا المستوى الراقي. وفي زيارة أخرى للمتحف الوطني عرجنا على المعرض المقام ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية ونعلم أن الجانب السلبي السابق (التجاري) انتفى في هذه الحالة، ومع أن هناك تكراراً لبعض الأسماء التي رأيناها في حوار إلا أن مزجها بمستويات أقل أضعف الشكل العام للعرض وهو ما لاحظته الضيفة حين ذكرت أنه كان من الأنسب فصل الأعمال بناء على مستوياتها وعمق تجارب منفذيها أو عدم قبول البعض منها، وهو رأي ننادي به دوما في المعارض الجماعية مما أخجلني أن أسمعه من ضيف كنقطة ضعف متكررة في معارضنا الجماعية.
وعودة للمقارنة....
فالفارق بالطبع بين قطاع خاص يعمل على الاستثمار من خلال العمل الفني يختلف عن القطاع العام الذي يسعى لخدمة الثقافة دون مردود، ولكن يقوم على العمل في بعض الأحيان أشخاص إما غير مؤهلين أو مجاملين أو ممن يرفعون شعار (كله عند العرب صابون). ولكن من جانب آخر فإن ما يعرض في قاعة تجارية تستثمر في العمل الفني ربما يساعد غير القادرين على تصنيف العمل الفني أو الفنان لمعرفة القيمة الفعلية لهم، فمبيعات العمل الفني هي إحدى المقاييس التي يمكن تصنيف الفنان السعودي اليوم من خلالها في ظل غياب جهات ومتخصصين لهذا الدور، وعليه ففناني المنصورية أو حوار أو الفن النقي (إذا جاز لنا التعبير) بالتأكيد هم على مستوى جيد ويستحقون العرض حتى في العروض غير الربحية. وهذا لا ينفي بالطبع أن مستوى وعي الفرد أو المتلقي السعودي أصبح أكثر نضجا لدرجة تمكن البعض منهم من تقدير مستوى العمل المعروض وتبيان الفنانين والفنانات الدخلاء على المسرح التشكيلي حتى وإن جامل المؤدي بالمديح تجاه العمل الفني بما لا يستحق، بينما يحدث نفسه قائلا: (والله ماش مهوب زين).\