كم هو صعب أن تصف شعورك أمام قامة بحجم الأستاذ سليمان العيسى.. والأصعب أن تصف انفعال المحيطين بك في أمسية كيف طربوا ورقصوا..
في أمسية ألقى قصائد رائعة واستمتعنا مرتين فمرة بشاعرية رائدة وأخرى بشخصية خالدة.
في آخر الأمسية طلب كثير من الحضور ومنهم أكاديميون وأصروا أن يعيدهم العيسى لزمن الطفولة.. ويا له من طلب!!.. وهل من المرضي لكبريائهم أن يطلب من غير شاعر الطفولة؟.. وقتها استسلموا لطفولتهم وكم كان واعياً عندما أصر على أن يرددوا من خلفه كان يعيش انفعالهم ويدرك حجم الطلب جيداً.
ورددوا معه بطفولة.. وتغنوا.. وصفقوا ورقصوا ياه.. كانت ليلة مختلفة احترمت أن فارسها مختلف لأن الإنسان فيه تسيد الموقف..
كنت من بين الحاضرين ومع المصفقين.. لكن شيئا بداخلي كان يعود لبعض قصائد فارس الحلم العربي كانت نبرة حزينة تخيلية إلى ذلك الحلم.. وأنا أمام فارسه.. تملكتني اللحظة.. وخضعت فكانت أبياتاً تعبر عن اللحظة أرسلتها لصديقه أستاذنا الدكتور إبراهيم التركي راجياً أن تصل للفارس الشاعر الإنسان:
بلغه أزكى سلام أيها القمر
وقل له في دمي الأحلام تحتضر
واسأله عنا وقد غابت رجولتنا
لما أفقنا.. نسينا أننا بشر
واسأله عن أمة تاهت بلا خجلٍ
فالخيل والليل والبيداء تعتذر
والرمح لوح وحد السيف في غنج
يداعب القطن والأوراق تنتظر
يا شاعر الحلم الأشهى أتبصره؟
إن كان ذاك فأنت النصر والظفر