ها هي الأيام تدور على رأسها سريعة أحياناً وبطيئة أحياناً أخرى. الإنسان وحده مشدود إلى الحيرة والصمت والسكون فهو يتحرق إلى العمل والتفاعل والمعرفة والانطلاق.. مسكين هذا الإنسان الذي تمر أمامه أشياء كثيرة وهو عاجز مأزوم وغريق في كأس مملوء بالماء!!
هذيان!!
جلس الرجل الستيني على كومة من الرمل عند أقدام الجبل وأخذ يتذكر قصص طفولته التي مشى عليها الزمن، حيث كان يرعى الحملان تحت وهج الشمس في هذا الوادي الظليل قال وهو يُصَعِّد آهة حرّى: ماذا حدث؟ إنني لم أحقق أيا من طموحاتي الغالية لكن لا بد أن أبني لي قصراً ومكانة واعتباراً على الرغم من الصعوبات والتحديات.
همّ بالنهوض لكنه تهاوى وسقط وقال والدمعة حائرة في عينيه: لماذا ينتهي الإنسان هذه النهاية في آخر المطاف؟!
أين هي الجامعة بلا أسوار؟!
قبل سنوات عديدة تعالت بعض الأصوات المخلصة التي أطلقها مثقفون وأدباء كبار على صدر الصحف المحلية حول ضرورة إنشاء (جامعة بلا أسوار) مهمتها تنشيط الفكر والعلم والأدب. وقد فرح المجتمع السعودي واستبشروا خيراً وانتظروا تحقيق هذه الرغبة وهذا الطموح الذي يعد قفزة حضارية تستحق المباركة والبذل والتشجيع!
لكن هذه الجامعة بلا أسوار لم يكن لها وجود حتى الآن.. ولا يزال التساؤل عن سبب موت أو قتل هذه الفكرة حادا من أن إمكانيات المملكة قادرة على استقطاب الكوادر اللازمة لإنشاء هذا المشروع الحضاري بسرعة وسهولة.
إن هذه المملكة الناهضة في مختلف مجالات الحياة يجب أن تكون سباقة إلى تجسيد هذا الحلم وهذه الدعوة التي نادى بها أساتذة كبار لا يزال بعضهم أحياء يرزقون.
- وإذا قدر لهذه الفكرة أن تتحقق فسوف تستقطب العديد من طلاب العلم والمعرفة من المملكة والخليج، ولا أعتقد أن وزارة نشطة مثل وزارة التعليم العالي تتأخر عن الإقدام على هكذا مشروع مفيد للأجيال الحاضرة والقادمة.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244
