لم أكن أعلم أن لهذه الزاوية هذا الجمع من القراء كماً وكيفاً! إلا بعد ردود الفعل لمقالة جماعة ألوان، عبر المكالمات والرسائل بالوسائط المختلفة، وقد سعدتُ كثيراً بها حتى وإنْ كان البعض منها لا يوافقني الرأي!
وأخص من تلك التعقيبات رأي التشكيلي القدير عضو الجماعة عبد الله حماس الذي برر هذا التنوع في الجماعة إلى الهدف الذي يسعون إليه وهو دعم الواعدين وتآلف أكبر عدد من التشكيلييين والتشكيليات، وإن كنت ما زلت أختلف معه في كون هذا الهدف يُناط به إلى جهات أخرى ولكن أُثمِّن فيه استيعابه لمفهوم النقد.
بينما وافقني الرأي بكل تواضع عدد أكبر منهما كل من القديرين عبد الله الشيخ وعلى الرزيزا، ومعلوم أن الرزيزا أحد أعضاء جماعة الرياض التي تضم أسماء بينها تجانس إلى حد ما وإن كنا نتطلع منهم إلى نتاج فكري أكثر تجانساً يؤرخهم كجماعة ضمن منظومة لها أهداف محددة. وربما أُذكركم هنا بجماعة كنت عضواً فيها إلا وهي مجموعة الفنانات التشكيليات لمنطقة الرياض التي نشطت قبل حوالي 12عاماً، وكان لها هدف مقارب لفكر حماس في التآلف وتوحيد ولمِّ شمل الأعضاء، ولكن تلك المجموعة تأسست لأسباب جوهرية كنتيجة لردة فعل تجاه الجهات الرسمية آنذاك لعدم إعطاء التشكيلية حقها في العرض والممارسة كما أعطت الرجل، مما دعانا إلى التركيز على المعارض الجماعية المخصصة للتشكيليات دون منافسة الرجال، إضافة إلى محاولة إثبات قدرات المرأة على إدارة الأنشطة التشكيلية وأبرزها مشاركة المجموعة في فعاليات الجنادرية عام 1419هـ المتوافق مع الاحتفالات بالمئوية.
وبالفعل لم يكن هناك تجانس أو وحدة في النتاج الفني للمشاركات في معارض المجموعة، فكان هناك الممارسة المتمرسة والمبدعة والهاوية والحديثة التخرج والواعدة، كما عرضنا حينها العديد من الأعمال التي كانت مدرسية الطابع، ولكن كما أسلفت كان للمجموعة هدف تسعى إليه، وقد تحقق فيما نراه اليوم من تخصيص معارض للفنانات كالذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية لأربع دورات متعاقبة، كما نشطت اللجان النسائية في الوزارة والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، بل وصلت التشكيلية إلى عضوية مجلس إدارة جمعية التشكيليين. أيضاً يحرص المنظمون على إدراج الأسماء النسائية في المشاركات الخارجية وإن لم تُعطَ المرأة حقها الكامل في مثل هذه المشاركات.
هذا التغير النوعي في دعم الفنانة التشكيلية أدى الى جانب أسباب أخرى إلى توقف نشاط المجموعة ضمن السياق السابق، بل عُدت مرحلة لا بد من الانتقال منها، أو بمعنى آخر توقف النشاط تحت تلك المظلة إلى أفق أرحب، ولكن الهدف الذي كنا نسعى إليه، تحقق على يد عدد العضوات السابقات الفاعلات اليوم في الحركة التشكيلية المحلية، اللاتي اكتسبن العديد من الخبرات والمهارات من خلال العمل في تلك المجموعة.وعليه... نعم للجماعات ونحن في متابعة مستمرة للمنجز الفكري، ولكن حذاري فالتاريخ لن يسجل سوى العطاء المبدع.