(1)
أيها المتلفعُ برداءِ الصَّمت!
مُتوسّداً حُزنه
متوقداً من قبَسِ أحلامهِ المتناثرة
أتزعمُ أنك بعيدُ عني؟!
أني لا أرى تقاسيم وجهك؟!
تفاصيل أيامك؟!
حين تنغمس من أجلي في العُتمة
في دهاليز النسيان..!
آآه.. يا رفيق البدايات التي لم تبدأ
ونهاية مجهولة بُترت!
لا تعش في وهن الذاكرة..
وعد
لا تفتش عن غربة سوداء هناك
لترحل
لتختبئ كطيرٍ بلله القطر!
كُف عن فكرتك العابثة
تهدهدك طفلاً رضيعاً
واقترب..
اقترب
(2)
الغارق في بحرٍ لجيّ، أنت!
مُزمّلاً من صقيع العمر
أتتوجسُ العودةَ خشية التيه
وأنت التائه..!!
وتقولُ إن الكونَ بين أناملي
حال ليلاً سرمدياً
ومزمارا ما عاد يطرب!
وترمي بي في متاهات الزمن
وأنا يا سيدي..
تلك المسافات البعيدة
منذ ألف عام، أبكي دموعاً من دمٍ!
أتلمس الفرحة الخجلى..
وأسرق بسمتي من خلف هاتيك السنين
واليوم..
ما عدتُ عبلة، ولا أنت عنتر؟!
لن تعودَ كما عرفتك
.
.
وما عدتُ الحالمة البنفسجية
تشاكسُ بابتسامتِها
يفوحُ من كلماتها عبقُ أصيل!
لكنها الأشياء الجميلة.. لا تموت!
لا تموت..
(3)
أيها المتسربلُ في ثوبٍ طعمهُ مرّ علقم
سل نفسك..
لماذا التسربل؟
هل ليقالَ إنسانٌ
والرجولةُ صفتك؟!
هل ليقال إنسانُ
والقلبُ ميت..
أتخدعُ قلباً أضناهُ البُعد؟!
والألم؟!
أترسمُ على شفتيك حلاوة يومٍ
كنتٌ فيه خارجَ أسوارك؟!
..
أيها اللاهثُ في دروب الوحدة
في مدائن الشتاء..
الآن.. تعال
وخذ مني كل أشيائي
خذ سلة أزهاري وطفولتي الوردية
خذ أيامي، حيكت برائحة القرنفل
خذ مساءاتي الدافئة
خذ فرحي، وأترك الحزن إن شئت لي!
خذ لغتي الملتهبة
وكل حروفي..
التي كتبتُ بها يوماً
أنَّ عيناكَ الحُلم
وأنّي الحالمة!
http://www.almubaddal.com