استطاعت مؤسسة الفكر العربي أن تتجاوز مرحلة التأسيس التي تتعثر أحياناً بالإجراءات، وأحياناً بالتنظيمات، كما قد تجد المال عائقاً، إضافة إلى حشد الإيمان بها منطقاً ومنطلقاً. وفي فكر (6) الذي عقد في البحرين شهد الحضور إضافات تميز بها المؤتمر هذا العام، سواء من حيث محاور النقاش أو نوعية المتحدثين، وكذا إضافة جائزة (الإبداع العربي) التي فاز بها عدد من المثقفين والإعلاميين والفنانين ومنهم: جابر عصفور وعثمان العمير ونصير شما.
الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسسة كان موجوداً في قاعات وأروقة وغرف اجتماعات المؤتمر وتابع فعالياته، إضافة إلى لجان العمل وفرقه النشطة وقد اكتظت صالة فندق (ريتز كارلتون) بالأسماء والوجوه البارزة من الكتاب والصحفيين والأكاديميين ورجال المال والأعمال والاقتصاد المهتمين بالدراسات والأبحاث، بالإضافة إلى مجموعات كبيرة من الشباب من قيادات المستقبل.
نجح المؤتمر بشكله العام، غير أن علامات استفهام تناثرت بين المشاركين حول موضوع (اللغة الإنجليزية) الذي ساد منتديات المتحدثين وبخاصة الشباب العربي منهم مما يتضاد مع المبدأ المهم في أن العروبة لغة، والهوية انتماء لغوي مثلما هو انتماء حضاري مبتدؤه كلمة ورابطه لسان، وهذا لا يتصادم (إطلاقاً) مع استقطاب الخبراء غير العرب، وحقهم في الحديث بلغاتهم.