أَخَطَّهُ الكُحلُ أم دَمعٌ بِهِ كَبدِي
تَفتَتُّ والخافِقَ الموجُوعَ يا وَلَدِي؟
فَارَقتَ لكِنَّنِي مذبُوحَةٌ كَمَدًا
ومَا الصَّريعُ سِوى مَن مَاتَ بِالكَمَدِ
إنِّي رَمَيتُ بنَفسِي وهيَ طَائِعَةٌ
ترجُو فِداكَ فَلَم تُفلِح ولم تَذُدِ
فَاستَلَّكَ الموتُ مِن حُضنٍ لجَأتَ لَهُ
كَم كَانَ يُنجِيكَ أمَّا اليَومَ لم يَعُدِ
لَمَّا دَعَاكَ ولَبَّيتَ النِّدَاءَ لَهُ
تَعَلَّقَتْ بِكَ عَينِي قَبلَ فِعلِ يَدِي
غَرِيقَةً لا تَرَى طَوقًا ولا أمَلاً
مَهما تَلَفَّتُ غَيرَ الماءِ لم تَجِدِ
وَيَا لَهُ مِن غَرِيمٍ أمرُهُ عَجَبٌ
أبقَى لَنا الدَارَ لكِنْ فرَّ بالعَمَدِ
هَذَا قَمِيصُكَ إنِّي كم ألُوذُ بِهِ
أشتَمُّ ريحَ الذِي وَلَّى ولم يعُدِ
عِدنِي بأنَّكَ في نَومِي سَتَذكُرُنِي
فدُونَ ذاكَ حَبِيبِي أنتَ في خَلَدِي
لا تَعذِلَنَّ فإنَّ الآه خَارجَةٌ
مهمَا عَقَدتُ عَلَى صَوتِي مِنَ العُقَدِ
إنِّي أُكَبَّلُ بِالأقدَارِ تُوهِنُني
تَقسُو عَلَيَّ كَفِعلِ الطَّرقِ بِالوَتدِ
ولا أُطِيقُ فِرارًا أو مُقَاوَمَةً
ولَستُ أَملِكُ غَيرَ الصَّبرِ والجلَدِ
فهُبَّ يا مَوتُ مَا لِي بَعدَهُ أَجَلٌ
مَا أصنَعُ الآنَ بَعدَ الرُوحِ بالجسَدِ