Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
نصوص
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 
(سيف بن أعطى) رواية أولى لفيصل أكرم
براعة في العناوين وحضور للحكاية الشيقة
عبدالحفيظ الشمري

 

 

الشاعر فيصل أكرم بدأ مورقاً في الإبداع شعراً وسرداً، فها هو ينثال بجهد جميل في إشراقة روائية يسمها للوهلة الأولى (سيف بن أعطى).. فهو في رمزية هذا العمل شغوف في الأسماء التي تخدم دلالات كثيرة.. فكلما استعرضنا (عناوين) أو (عنوانات) مؤلفاته ندرك أنه ينفتن بالعنوان حتى يفتننا فيها على نحو:

- الخروج من المرآة

- التداخلات

- قصيدة الأفراد

- مقدمة الكتاب الأخير

- الصوت

- آت من الوادي

- كبار

- نصف الكتابة

فهذه الأعمال ذات بعد تأثيري من العنوان الذي يختطه الشاعر فيصل أكرم، لنراه وقد عني أيضاً بلمسة حزن عميقة، لا يفصح عنها بشكل مباشر في شعره إنما بدأت في هذه الرواية على لسان (سيف بن أعطى) ولسان حاله، وألسنة أخرى لحكائين مفوهين يرسمون معالم الفجيعة بواقع لم يعد امتداداً حقيقياً لماضٍ بهي.

رواية (سيف بن أعطى) تعتمد على الاسترجاع الذاتي أو ما كان يعرف بالمنلوج الداخلي، حيث يظل البطل على الحياد الواضح من قضيته الأصلية، حتى وإن شغل ببعض التفاصيل التي تأتي على هيئة محطات متباعدة، رأى فيها الكاتب جدوى الحضور على نحو العنوانات المنفصلة كأبواب لهذه الرواية الشيقة بحق.

(سيف بن أعطى) رواية بانورامية يعرض فيها الكاتب حكاية معاناة عميقة لفتى يمتلك من الوعي ما يؤهله لأن يكون شقياً.. فأخطر حالات الألم والمعاناة لبطل هذه الرواية (سيف) هو أنه يمتلك كماً هائلاً من الوعي الذي قد ينصب شباكه الغادرة لصاحبه.

فالشاعر (فيصل) يفصح عن مكنون مفترض للراوي (سيف).. حيث تثب القصة الكاملة على هيئة أيقونات فنية يطالها شيء من الاختصار والإلماح رغبة منه في الإيجاز المفيد حتى نراها وقد اكتملت على هيئة (جزء أول) من سيرة غضة ليافع خلق ليكابد متاهة الحياة.

عرض (الكاتب - الشاعر) فيصل أكرم لمعضلة (سيف بن أعطى) رسالة حقيقية لمآل بعض الأحلام البسيطة، تلك التي لا تجد إلا الطرق المقفلة، والمواقف المتشنجة لهول ما يعصف فيها من نوائب، فالأحلام (هنا) عرضة لأن تستلب، وأن تقتاد إلى أماكن نائية ومعتمة شأنها شأن أي شبهة في هذا الزمان.

فيصل أكرم يحسن سرد الحكاية كما أن لديه الكثير عن ماضي سيف وحاضره، وها هو يغرس أولى بذور ولعه في الحكاية لينبش لنا قبر الذكريات على نحو تراسلات خطاب الألم في سيرة اليافع (سيف) حينما لم يجد سوى الألم مادة يستدرج فيها الإفصاح عن مكنون أحزانه ومثبطاته الكثيرة.. تلك التي صاغها على هيئة تسعة فصول تترجم المرحلة الأولى من سيرة هذا الفتى المليء بالحكمة، والمعاني لفرط مكابدة تجشمها، وآلام عصفت فيه، ليخرج إلى الفضاء الأوسع، صوب السرد مفضياً بما لديه بعد أن أعياه قول الشعر الذي ظل يرفرف لعقود حول حمى الحقيقة التي يقبع فيها البطل، والبعض من شخوص عمله هذا.. ذلك الذي لا نتردد أن نقول عنه (رواية) لما فيها من بعد فني جميل، ولغة مميزة وأحداث تستحق الاستدعاء، وخير زماني وآخر مكاني يثير في الذات شهوة الإنصات لتفاصيل هذه الرحلة الشيقة لسيف بن أعطى.

***

إشارة:

* سيف بن أعطى (رواية)

* فيصل أكرم

* دار الفارابي - بيروت - 2007م

* تقع الرواية في نحو (144) صفحة من القطع المتوسط.

* لوحة الغلاف - تصوير المؤلف

***

لإبداء الرأي حول هذه المطالعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5217» ثم أرسلها إلى الكود 82244

hrbda2000@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة