(1)
حين استفاق الليل في شراييني
لتقبض كفي على شواهد البياض
المسجى على حافة النهر
لتغمض عيوني على
وجه لا يغيب مع الشمس
وجه يغرس المطر في القلب
لينمو عشبا في أجسادنا
يعيد الزنابق إلى أرواحنا
حين تبعثر الأيادي بقايا جثتي
حين يتهيأ الرحيل المبكر
للوثوب على بدايات الهذيان
يتأرجح الجسد المستعار من نكهة الخطيئة
بين العطش المتشدق.. بالعقوق
وبين صرخة مثخنة.. بالشقوق
حين استفاق الليل في شراييني
على وجه معرج
حين الشعر المجلو بالحناء كان يرحل
يعبر المساء الضيق
حين ترسم العيون الطرية
.. رمز الغائبين عن البقاء
.. منفى الراحلين من البكاء
نرافق أنا وأنت
الريح في احتضان الارتجاف
ننعطف عن منحدر الغواية
نسلمه شواهد النهاية
ويسلمنا دماء راكد
(2)
هناك على ضفاف الوصال
أراها هناك
تحدق في النهر المسافر
تسترخي على ضفتي الوصال
تستظل بحلم محال
غارقة في شهوة التفتيح
تدور في فلك الحلم الطري
حتى المغيب
تعود بملاحها الغياضة
إلى محراب الفجر الباسم
لتعترف
أن القيد الآثم.. لا يدميني
أن الريح العابثة لا تطويني
أن مسارب المجهول لا تحتويني
فلا صباح مورق يشتهي سفر الأرجوان
ولا مساء مغدق يرسو في مرافئ النسيان
أراها هناك
تحدق بي
هودج عيونها يستقر في قلبي
وملء العشق بياض الروح
وملء الأماني هناء البوح
وأنا بين هذا الغموض الآتي
استشف النهار
أفتح على أعقاب النقائض
امعان القرار
هذه سطوة القناع المراوغ
فلا يحزنك واقع الفرار
إنها الحياة تستدير لروحك
ذاهبة إلى شواهد الصباح السندسي
أخرج من عباة الظلام
وأعتلي مجد البياض النرجسي
واتكئ..