حط الربيع رحاله فأسر لي
عبق الروائح أن أزور مناهله
وازداد شوقي حين رفرف خاطري
صوب الربيع يروم منه منازله
فطفقت أمضي مسرعاً في لهفة
كالريح تستبق الطيور رحائله
واجتزت من تلك الدروب صعابها
أطوي الفيافي والصحاري القاحله
حتى إذا ما بان لي ولمحته
ألقى إلي من العبير رسائله
فاستعذبت نفسي شذا نسماته
واستروح القلب الشجي خمائله
يا من يسائل عن ربيع خلته
حسناً من الخلد استمد مخائله
فالماء يجري والطيور سواجع
تزجي نشيداً ما أرق بلابله
والنخل والأشجار فاضت روعة
ولطافة في كل حسن حافلة
والزهر يبسم والزروع نضيره
والأرض في الحلل البهية رافلة
ومرابع ياما أفض رداءها
لو أنها تبقى وليست آفلة
ومواكب الزهر المضمخ بالندى
ترنو إلى تلك الغصون المائلة
يا للرؤى بعثت لروحي أنسها
فرجعت أشكر للإله فضائله
وحملت زهراً من لطيف نباته
ومنحتها من استطيب خصائله
فاسعوا إليه يا رفاقي إنه
نبع المسرة والصفات الكاملة
مكة - صفر 1376هـ