وما الناسُ إلاّ راحلٌ بعدَ راحلٍ
إلى العالمِ الباقي مِنَ العالمِ الفَاني
اطَّلَعْتُ على ما كتبه الأستاذ فهد بن سعد الدهمش عن سيرة جده الشيخ عبدالله بن علي الداود (أبا عبدالعزيز)، رحمه الله، وقد أعاد لي الذكريات حينما كنا ندرس سوياً في الكتّاب نتلقى مبادئ القراءة والكتابة، ونحفظ ما تيسر من سور القرآن الكريم عند المقرئ (المطوع) إبراهيم بن خُميّس رحمه الله.
وقد كانت ولادة الشيخ عبدالله في حريملاء عام 1349هـ، ونشأ وترعرع بين أحضان والديه ومع إخوته، فوالده الشيخ علي - رحمه الله - كان يزرع في تلك الفترة في الملك المسمى (العليّا) الواقع في الجهة الغربية من الجامع وسوق «المسحب» المعروف بحريملاء، وقد اشتغل أبو عبدالعزيز - رحمه الله - مثل أقرانه في تلك الفترة في الزراعة معتمداً على نفسه ومتوكلاً على الله في طلب الرزق.
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها
من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على (أَحدِ)
وفي منتصف الثمانينات الهجرية التحق بالعمل الحكومي في مستشفى حريملاء وبعد ذلك انتقل إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام بعمله على أكمل وجه وكان - رحمه الله - مؤذناً في مسجد حي «الصبيخة» لسنوات طويلة، وبعد انتقاله إلى الحي الجديد في الحزم بحريملاء سعى في بناء المسجد المجاور له ومتابعة إنهاء إجراءات تخصيص الأرض وتسليمها لفاعل خير قام ببنائه، ثم أصبح مؤذناً فيه إلى أن توفى رحمه الله.
وكان كريماً شهماً محباً للخير ويسعى في إصلاح ذات البين، واصلاً لرحمه ومحبوباً لدى معارفه وجيرانه.
قَضَيتَ حَياةً مِلؤُها البِرُّ وَالتُقى
فَأَنتَ بِأَجرِ المُتَّقينَ جَديرُ
كما كان - رحمه الله - يستقبل بصدر رحب من يحضر لحريملاء مراجعاً أو زائراً ملحاً عليهم بدخول منزله وإكرامهم.
حَبِيبٌ إلى الزُّوّارِ غِشْيَانُ بَيْتِهِ
جَمَيلُ المُحَيّا، شَبَّ وهْوَ «كَريمُ»
وقد خلف - رحمه الله - ذرية صالحة بنين وبنات، توفي على أثر حادث سيارة في يوم الثلاثاء 7-8-1404هـ، وتمت الصلاة عليه في جامع الديرة بحريملاء ودفن في مقبرة (صُفيّه) تغمد الله أبا عبدالعزيز بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
فإن تك غالتك المنايا وصرفها
فقد عشت محمود الخلائق والحلم
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف