لقد تشرَّفت لمدة 15 عاماً كأحد العاملين تحت قيادة الرجل القيادي الفذ عبدالله العلي النعيم، وعملت مع معاليه عن قرب، كان دوماً شغوفاً بما يقوم به الوكلاء والمدراء العامون، كان يحرص على دقائق الأمور، فأبدع -رحمه الله- أيما إبداع في إيضاح فائدة مشاريع العاصمة لخادم الحرمين الملك سلمان -أطال الله عمره- عندما كان أمير منطقة الرياض، وكنت من ضمن الحاضرين عندما دُعي وزير النقل الراحل حسين منصوري لحضور ترسية مشروع دائري العاصمة الرياض، كما أن أبا علي -رحمه الله - كان ملماً بكل أعمال الأمانة الميدانية والإدارية وكل همه -رحمه الله- أن تكون الرياض من أجمل المدن، وكان حريصاً كل الحرص على كل الموظفين فيكافئ المخلصين إما مالياً أو بقطعة أرض زراعية -رحمه الله- لبث روح التنافس بين كل العاملين في قطاعات الأمانة، فكان يحب -رحمه الله- أن يقف ميدانياً على تنفيذ أكبر المشاريع وأصغرها على حد سواء عند استقباله للمراجعين فيعطي كل ذي حق حقه وكان يحرص أن لا يتعرّض أي موظف لإيذاء من أصحاب المحلات التجارية، ومن شدة حرصه على إكرام العاملين كان كل عام يرفع بياناً به ما لا يقل عن 40 شخصاً من العاملين في الأمانة يرفعه للمقام السامي بطلب الموافقة على منح كل منهم قطعة أرض، وكان -رحمه الله- مستمراً في الزيارات الميدانية للعاملين في مواقع العمل تعلّمنا منه حب الإنتاجية وخدمة المجتمع وتسهيل أمور الناس.
وكانت له بصمات في نواحي منطقه الرياض لو كتبت كتاباً من ألف صفحة لن أستطيع به أن أغطي ما أداه أبو علي المخلص للبلد والقيادة.
فقدانك مؤلم يا أبا علي لأنك كنت أحد عمالقة المسؤولين في الدولة، وكنت محبوباً لدى قيادتنا الرشيدة لما قدَّمته من إخلاص وتفان في كل ما يستفيد منه المجتمع.
دعواتي لك بالمغفرة والرحمة يا فقيد الوطن، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- إبراهيم بن محمد السياري