النخلة أو النخيل بشكل عام هي ثروة زراعية ذات دخل جيد وقيمة غذائية لا يختلف عليها اثنان من خلال ما تنتجه من أصناف مختلفة من التمور استفاد منها الكثير من رجال الأعمال الذين أصبح لهم اسم في عالم النخيل والتمور، سواء الذين يملكون مزارع خاصة بهم ويشرفون عليها وعلى إنتاجها بأنفسهم طوال العام أو الذين يقومون باستئجار مزارع للاستفادة من حصيل النخيل من التمور، وأصبحت الكرنفالات والمهرجانات الخاصة بالتمور أسواقًا مغرية للمزارعين المستثمرين في التمور، فأصبحت هناك صفقات تجارية للمستفيدين بمئات الملايين، وكرنفال بريدة للتمور الذي يقام كل عام في مدينة التمور جنوب المدينة أكبر دليل على ذلك، وهذا يدل على أن النخلة وما تنجة أصبحت محل أنظار رجال الأعمال للاستثمار خاصة في منطقة القصيم وتحديداً في مدينة بريدة التي عُرف أهلها منذ القدم بالاهتمام بالزراعة وخاصة زراعة النخيل حتى أصبحت مدينة غنية بأصناف متنوعة من التمور كالسكري والأخلاص والبرحي ونبتت علي والرشودية وغيرها من الأصناف التي توفرها المزارع خلال الموسم أو على مدار العام في الأسواق المحلية والخارجية، فالتمور منذ القدم جزء من ضيافة البيت السعودي والخليجي فلا يخلو منزل من توفر التمور.
إن إنتاج النخيل لم يستغل حتى الآن في عموم المملكة بالشكل الذي يتناسب مع أهميتة، لأنه لا توجد مصانع كافية للصناعات التحويلية لمنتجات النخيل الأخرى مثل استغلال العسبان والليف والجذوع والجمار حتى التمور لم تستغل إلا بصناعات تحويلية قليلة مثل المعمول والدبس وأشياء قليلة، أتمنى أن تكون هناك مصانع لتنقية التمور في المحافظات والأماكن التي تكثر بها مزارع النخيل، يعمل بها نساء مهمتهن الفرز والتغليف والحفظ بدلاً من العمالة الأجنبية التي تعمل في بعض المزارع، فبهذا يتم إيجاد فرص عمل للنساء في أماكن تواجدهن، وأتمنى من رجال الأعمال المستثمرين في مجال التمور -وأنا على يقين بأنهم مبادرون لكل ما من شأنه خدمة الوطن- أن يعملوا على إنشاء مصانع في المحافظات دعماً لبنات الوطن، لأن مثل هذه المصانع يستفيد منها أطراف عدة: المستثمر من خلال الدخل الجيد، والموظفة من خلال إيجاد الفرص الوظيفية، والمستهلك لأنه يصبح لديه مصنع تتوفر به جميع أصناف التمور يتم جمعه وتغليفه بطرق صحية لا تؤثر -لا سمح الله- على صحة المستهلك. في الآونة الأخيرة أصبحت مهرجانات التمور تتمدد في المحافظات بشكل كبير خاصة في منطقة القصيم فأصبح صاحب المزرعة يخصص له مكاناً في تلك المهرجانات لتسويق إنتاجة من التمور، أتمنى من القائمين على تلك الكرنفالات والمهرجانات في السنوات القادمة أن يكون هناك مشاركة وتعريف عن بعض المنتجات التي يُستفاد منها من النخيل غير التمور ليستفاد منها وتستغل في التسويق، لأن البعض لا يعرف من إنتاج النخيل إلا التمور. منطقة القصيم أصبحت رافداً اقتصادياً في مجال التمور، هذا بفضل الله ثم بتوجيهات ودعم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم -حفظه الله- الذي يدعم مثل هذه المهرجانات، لأن سموه الكريم يدرك أهمية مثل هذه الكرنفالات والمهرجانات خاصة المتعلقة بالتمور لما لها من فائدة من خلال إيجاد فرص عمل للشباب ودعم لهم والاستفادة من تلك المهرجانات.