تؤكد الحقائق على الأرض أن المرأة في المملكة العربية السعودية بلغت نجاحات فاقت وأبهرت المراقبين والباحثين وأيضاً مختصي الدراسات المستقبلية. وقد أشار لهذا ما قاله سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية في أعمال «المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام: المكانة والتمكين» الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعقد في مدينة جدة في الفترة 6 - 8 نوفمبر الجاري، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على نجاحات المرأة المسلمة وإبراز دورها ومساهمتها في التنمية، والرد على الشبهات والمغالطات التي تنتقص من حقوق المرأة في الإسلام، والتأكيد على أنَّ التعاليم الإسلامية لطالما أنصفت المرأة وكانت سباقة لكل ذلك. وأكد سموه أن المرأة السعودية شريك أساس في التنمية بالمملكة، وأشار بالحقائق والأرقام إلى الخطوات المتسارعة التي خطتها المملكة في تمكين المرأة في ظل رؤية 2030 الطموحة، وأصبحت لا غنى عنها في مسيرة التحول والتطور والنمو في مختلف المجالات، فيما وضعت المملكة تشريعات وقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية لتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمان حقوقها ومنع التمييز ضدها في التعليم وفرص العمل والأجور.
كما أشارت معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري رئيس وفد المملكة في هذا المؤتمر الإسلامي حين وضعت النقاط على الحروف من أن المملكة قامت بإصلاحات تشريعية وتنفيذية جذرية ونوعية في مختلف المجالات التي تتصل بدعم وتمكين المرأة فاقت كل التوقعات أسهمت في تطوير الإطار القانوني لتعزيز وحماية حقوق المرأة وتمكينها، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها، ونتج عن تلك الإصلاحات تحقيق العديد من النتائج والقفزات في سوق العمل السعودي وفي المجتمع والمؤسسات الحكومية.
وأشادت معاليها بفكرة هذا المؤتمر الإسلامي الذي يهدف لبلورة موقف واضح من تمكين المرأة يعكس وسطية واعتدال الإسلام بين من يتذرعون بالشريعة الإسلامية لحرمان المرأة من حقوقها كما في بعض المجتمعات الإسلامية التي تمارس ضغطاً غير رشيد على المرأة المسلمة لحرمانها من العمل والتعليم وحق السفر وغيره من الحقوق وبين من في البلدان الغربية ينادون بحرمانها من الحجاب ويتغاضون عن تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا الموجهة في أكبر آثارها ضد المرأة وكل ذلك يستحق موقفاً إسلامياً متوازناً وفاعلاً من الدول الإسلامية.
وأياً تكن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة عالمياً، فمن الواضح جلياً أن المملكة اليوم قد أصبحت لها الريادة والتميز حين نجحت بوقت قياسي في أن تكون مضرب المثل لدول العالم لحفظ كرامة المرأة وصيانة مكانتها أماً وقائداً في مجتمعها. وكنت في رسالتي للدكتوراه التي قدمتها لجامعة ميتشجن بالولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن المنصرم بعنوان «مشاركة المرأة في القوى العاملة في المملكة العربية السعودية» وكذلك في بحث علمي نشر في إحدى المجلات العلمية المتخصصة بالشراكة مع أحد الأكاديميين المتخصصين من جامعة اكستر ببريطانيا قد أوردنا بعض التطلعات الطموحة لكنها لم تكن تصل إلى ما وصلت إليه المملكة اليوم فالذي حققته المرأة في بفضل رعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله لم يتحقق في أي بلد في العالم في هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبياً والقادم أجمل في ظل قيادة تؤمن بأن طموحاتنا تصل إلى عنان السماء وأن المرأة أساس النهضة كونها نواة الأسرة ونصف المجتمع وركيزة أساسية في تنمية المجتمع وبناء الوطن بناء صحيحاً ومستداماً.