كانت أول عملية فدائية عام 1929 عندما أقدم محمد عبد الغني أبو طبيخ، البالغ من العمر 15 عاماً فقط، لمحاولة اغتيال رئيس النيابة العامة البريطاني، الصهيوني «نورمان بنتويش»، رداً على قوانين تعسّفية أصدرها بنتويش بحق الفلسطينيين خلال ثورة البراق.
أطلق أبو طبيخ على بنتويش 3 رصاصات من مسدسه عند الباب الذي سيدخل إليه بنتويش وأصابته في فخذه لكنه لم يمت، تم القبض على أبو طبيخ وأودع السجن وتم تعذيبه -رحمه الله.
وكانت تلك الحادثة أول حادثة فدائية يثأر فيها الفلسطيني لجرائم الانتداب البريطاني. وتخليداً لتلك الحادثة كتب الشاعر إبراهيم طوقان قصيدة تاريخية لا تُنسى سجلت تلك الواقعة في التاريخ، لكن الشاعر وقت خروج القصيدة أخفى اسمه تجنباً لاعتقاله.
هذه القصية تم تلحينها وغناؤها في مطلع مسلسل «التغريبة الفلسطينية» الذي تم إنتاجه عام 2005.
يقول في مطلع القصيدة التي تصف في حال وجسارة الفدائي أبو طبيخ:
لا تسل عن سلامته..
روحه فوق راحته
بدّلته همومه..
كفناً من وسادته
يرقب الساعة التي
بعدها هول ساعته
شاغلٌ فكرَ من يراه
بإطراق هامته
بين جنبيه خافقٌ..
يتلظّى بغايته
من رأى فحمة الدجى..
أُضرمت من شرارته
حمّلته جهنّم..
طرفاً من رسالته
فادّعى جوف نارها..
أنّها من جمالته
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
فاهدئي يا عواصف
خجلاً من جراءته
صامتٌ لو تكلما..
لفظ النار والدما
قل لمن عاب صمته...
خلق الحزم أبكما
وأخو الحزم لم تزل..
يدهُ تسبقُ الفما
لا تلوموه قد رأى
منهج الحق مظلما
وبلاداً أحبها
ركنها قد تهدما
وعدواً ببغيه..
ضجّت الأرض والسما