بمبادرة "شبابية شعبية إنسانية" ينتظر أن يشارك فيها العالم أجمع، ليقف العالم اليوم من أجل فلسطين أيقونة الحرية ومع غزة حيث شعلة النضال، التي تتضامن فيها البشرية جمعاء من أجل القيم الإنسانية ومن أجل رفض الغلو والتطرف والمكيال المزدوج والإفراط باستخدام القوة، ومن اجل الوقوف مع صوت العدالة في مواجهة صوت العنجهية والغطرسة.
من على أرضية واحدة تحمل علامة تحدٍّ للفيتو الأمريكي، يقف العالم مع الأمم المتحدة ودعوتها من أجل وقف إطلاق النار في الحرب على غزة كما يقف العالم أجمع من اجل الذات الإنسانية وقيمها الراسخة، حاملاً رسالة داعمة من أجل فلسطين أيقونة الحرية وأخرى داعمة لنضال الشعب الفلسطيني لينال ما يصبو إليه العالم لشعب فلسطين بالحرية والاستقلال.
إن العالم وهو يجسد تضامنه الشعبي بوقفة إضراب عامة، إنما ليؤكد موقفه الداعم للقانون الدولي الإنساني الذي يجب أن لا يقف ضد القيم الحياتية والمعيشية مهما كانت دوافعه أو مسوغاته السياسية، فإن الحياة أسمى ما في الوجود وسلامة البشرية يجب أن تطغى على أية دوافع أخرى مهما كان لبوسها فإن عدم وقف إطلاق النار يعني شرعنة القتل وإباحة التهجير والإفراط باستخدام القوة، وهو ما يعد خروجاً عن ضوابط المعايشة والابتعاد عن القيم الإنسانية وهو ما يستوجب رفضه من العالم أجمع بطريقة جماعية.
ولعل هذا الإضراب الذي يأتي استجابة لنداء الضمير الإنساني من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، التي تشنها آلة العدوان الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بهدف التهجير والتصفية، إنما يستهجن موقف الإدارة الأمريكية ضد الأمم المتحدة والشرعية الدولية ويجعل الجميع يشكك بالقيم التي تقف عليها الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، التي تقوم قيمها على الحرية والمواطنة والمشاركة الإنتاجية، وهو ما يجعلنا جميعاً نتساءل عن الدوافع الكامنة التي تقف عليها سياسة البيت الأبيض، ومن على أية أرضية تأتي عندما تجيز الاعتداء على المدنيين بدواعي الدفاع عن النفس، وإن كانت مسألة الدفاع تكون بالردع وليس بالهجوم والانتقام وإتباع حرب إبادة، فمن حق المحتل مقاومة الاحتلال فإن المحتل وهو الضحية وليس الاحتلال الغاصب للأرض والمضطهد للإنسان.
إن العالم وهو يقف اليوم مع أيقونة الحرية لينشد أنشودة واحدة مفادها يقول لن تخمد شعلة الحرية طالما بقيت قيم عند الإنسانية وسيبقى العالم يجابه التسلط وجبروت الظلم، ويقف مع حرية الشعوب ومع حق تقرير المصير.