روح لا وجود لها ونبحث عن الثروة وعن النفوذ وعن جمال الحياة الذي لم نره، ولكننا ما زلنا نرسم له صورة لا نعلم أهي حقيقة أم سراب؟ كل ذلك يجعلنا ندرك بأن كل شيء يزول ولا يبقى سوى أملنا في رؤية قلوبنا تنبض بحب ورغبة وشغف لا ينتهي مع مرور الزمن، وحتى وإن ذبل الجمال وفقدنا الثروة يبقى جمال الحياة لا ينتهي في داخلنا، ولا فقدان الثروة والجمال يجعلنا ننسى صورتها التي ما زلنا نبحث عنها في طفولتنا وفي شبابنا وفي آخر عمرنا، البعض يرى بأن القيم لها قيمة جميلة وثابة، والبعض الآخر يرى بأن طهارة القلب لها قيمة توازي قيمة المال والنفس والثروة، والبعض يرى جمال الحياة هو كل شيء، ولكن جمال الحياة يبدأ ولا ينتهي عندما تكون صادقاً ومحباً لما تقدمه، فالصدق يجعلك ترى كل شيء على حقيقته، ويمكن للإنسان أن يفقد قيمته عندما يكون كاذباً لا يفي بوعوده ويقول ما لا يفعله، وهذا يجعله يفقد قيمته وهيبته ولا يكون له حضور، فالكاذب كاذب بمشاعره وبوقته وبماله، فهو كاذب في كل شيء، لذلك نجد أن نسبة الطلاق التي انتشرت في الآونة الأخيرة هي بسبب الكذب، فالكذب له نسبة كبيرة في وقوعها، وعندما يكون كل شيء تراه بصورة حقيقية عندها تتخذ القرار وأنت متأكد مما تفعله، والعقبات في طريقك لا تشكِّل أي خطر عليك لأنك مدرك ما أنت قادم له بعيوبه وبالخسارة المالية فيه وأنت تكمل فيه، لأن الصورة مكتملة لديك ولا تحتاج لوقت كبير لكي تعرفها جيدًا، لذلك نجد البعض يجد بأن الذي سينقذه هو الكذب لذلك يلجأ له، ونجده أيضًا في بيئة العمل ينتشر بكثرة ونجد بأن الخوف يكون من الصادق في بيئة العمل ويكون الزملاء في العمل يكرهونه ويخافون منه لأنه بالنسبة لهم مصدر خوف، لذلك نجد بأن من يثق به الجميع أو البعض هو الكاذب لأنه بالنسبة لهم لا يتمتع بالكفاءة في بيئة العمل ولن يحصل على أي ترقية في العمل، لذلك نجد بأن لهذا السبب أصبحت بعض الشركات تعلن أفلاسها، والذي يشكِّل خطرًا على المجتمع هو الكاذب، فهو يمكن أن يشوه سمعتك في بيئة العمل ويحاربك في الحصول على ترقية في العمل، فهو لا يُظهر لك ما في قلبه لأنه يكذب عليك، وفي الزواج يمكن أن يجعلك تعيش كذبة تدركها عندما ينتهي عمرك وتكون قد فقدت شبابك وحياتك في كذبة لا تستحق أن تعطيها دقيقة واحدة من عمرك، وعندها ينتهي عمرك على سراب لا يلمسه ولا يشعر به غيرك، وقال أرسطو: الكذابون خاسرون دائماً، ولا سيّما أن أحداً ليصدقهم حتى ولو صدقوا، لذلك تصل إلى مرحلة لا يصدقك أحد فأنت خاسر، وبذلك تكون مثل الميت، وهذا ما يراه أرسطو الذي وصف الكاذب بأنه ميت وهو ما زال على قيد الحياة ولكن الجميع يراه ميت، لذلك نجد أنه مهما كانت مرارة الحقيقة تبقى هي الأفضل لك وهي من ستنقذك عندما يتخلى عنك الجميع.