د/عمرو شريف عن كتاب «هناك إله» لأنتوني فلو
الانطلاق من نقطة.. للعودة إليها
العلم والمنطق ... يقود إلى الله عز وجلّ
فاعبده ولا تبحث عن ماهيته...
فهو «ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير»..
يدور الكتاب حول الحدث الذي تردد صداه في الأوساط الفلسفية والعلمية والثقافية والدينية في وقته، حين أصدر انتوني فلو الملحد البريطاني الشهير بعد الثمانين من عمره كتابه «هناك إله» عام 2007م والذي يشرح فيه الدوافع وراء هذا التحول، في رحلة تعتبر «خير مثال للتفاعل بين وجهي العملة (الفلسفة والعلم) كمصدرين بشريين للمعرفة، فأنتوني فلو يصف توصله إلى أن هناك إلها بأنه ثمرة رحلة عقل ليس للإيمان الديني دور فيه»، وأن حياته الفكرية انطلقت من قاعدة سقراط الفلسفية أن: «يتبع الدليل حيث يقوده».
مشاهد الحرب العالمية الثانية فترة صباه، جعلته يفكر في التناقض مع ما تربى عليه من «أن الله محبه» وما يراه من كوارث. أعتقد أن أكبر معضلة تؤرق الإنسان ومنها ينتقل إلى مرحلة الشك ثم الإلحاد هي معضلة الشر والألم، والتي تعتبر أكبر بوابة يدخل منها الشيطان على بني آدم، وهي البوابة التي يخرج منها النصراني من خطأ واقع فيه إلى خطأ أكبر، وهو الإلحاد، وهو نفسه المدخل الذي بسببه ارتد أكثر المسلمين. وفي الغالب من تكون هذه منطلقاته، يكون إنسان لديه إحساس مرهف يقلب هذا الإحساس إلى أفكار تكون مدخلاً للشيطان يقوده إلى الإلحاد.
يشير المؤلف إلى أن مشكلة نشأة الإلحاد كانت مشكلة نفسية فلسفية، فالإلحاد بدأ منذ عدة قرون إلى 500 عام مضت حيث كان المصدر الأساسي للمعرفة في أوروبا هو الكتاب المقدس بعهديه (القديم، والجديد)، وآراء أرسطو وبطليموس العلمية التي تنبناها رجال الدين حول الكون وألحقوها بمفاهيم مقدسة، إلى أن فجّر كوبرنيكوس قنبلته بأن الأرض ليست مركز الكون. هذا الكشف العلمي عندما ثَبُتَ فتح باباً يصعب إغلاقه على رجال الدين لأن المعنى واضح، أنتم تخدعونا طيلة تلك المدة، وإذا اكتشفت كذبك فيما أرى فلن اصدقك فيما لا أرى لأن مصداقيتك عندي سقطت.
هناك قضية أخرى يتحدث فيها الكثير من الفلاسفة والملاحدة، وهي محاولة معرفة ماهية «الله» جلّ جلاله، ولا أعتقد أننا بحاجة لنعرف ما هيته طالما آمنا بوجوده، لأننا سنعرّف ما لا يمكن تعريفه ويصعب وصفه، ولكن عظمته تٌعرف بعظمة مخلوقاته، فإذا أيقنا واتفقنا على وجوده فدورنا أن نؤمن به ولا حاجة لنا لتعريفه، فهو الكفيل بتعريف نفسه المختصر «ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير»، ومن ذلك علينا أن ننتقل إلى المرحلة الثانية، ماذا يريد منا؟ هل هو بحاجة لنا؟ أم نحن بحاجة إليه؟ لذلك إذا أيقنت بوجوده لا تضيع وقتك في تعريفه ولكن انتقل إلى السؤال الأهم، ماذا يريد منا؟
أخيراً ...
الملاحدة ...
مشكلتهم نفسية أكثر من كونها علمية...
هم يخافون من مبدأ الثواب والعقاب بعد الموت...
فيهربون منها إلى نكران وجود الله..
ما بعد أخيراً ...
وجود الله أحست به هيلين كيلر تلك العمياء الصماء، البكماء ...
فكيف يجهله من له عينان ولسان وشفتان
سبحانك ربي
** **
- خالد الذييب