تحت سماء الرياض الفاتنة وضمن فعاليات الشريك الأدبي في مقهى تشكيل احتفل المساء بلقاء باذخ المعنى منهمر العطاء ، دافيء الشعور مع الروائي القدير الروائي الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر ) في نسختها العربية للعام 2010 عن روايته ترمي بشرر عبده خال الكاتب الذي قال عنه الأديب غازي القصيبي رحمة الله عليه (ابعدوا عني هذا الموهوب ) الكاتب الإنسان، شعاره التواضع يمارس البساطة في حديثه وذكرياته كأسلوب حياة تحت بند المحبة الكاتب الذي يعشق الحكايات من شفاه النساء في حياته كأمه ( عائشة ) وجدته ، ومعلمته ( آمنة) ونساء قريته ( المجنة) القرية الحاضنة للمرأة سيدة الكون وراوية القصص المحفزة للخيال والتي ساهمت في تشكيل خيال عبده خال حيث يرى أن الحكايات التي ترويها المرأة هي حكايات محفزة وملهمة ورصيد في وجدان الذاكرة ، بينما حكايات الرجل ربما تميل للجفاف والصلابة ، وهذا ليس مستغرب ،فطفولة عبده خال رسمت وجدانه ورهافة احساسه حيث يميل للعاطفة ورقة المشاعر بحكم تربيته وطفولته اليتيمة دون (والد ) عبده خال، الاسم المختصر للاسم الحقيقي ( عبدالرحيم ) وهذه من مفاجأت الأمسية ،واعتراف يليه اعتراف من ملف الذكريات والحياة وسنوات العمر الأولى يقول :
أنا الإبن الأصغر لأم توفى ابنائها الأربعة وعندما تنفستُ الحياة بملامحي السمراء وجسدي النحيل كانت الدعوات في صدر أمي صاعدة والابتهال في خشوع دائم والخوف من الموت كابوس مزعج مما أوزع لأمي بأن تطلق علي مسمى ( الأسود) حتى لا يراني الموت فيخطفني، لا اعلم هل هي بدعة أو خرافة أو كذبة أو حيلة من أم لا هم لها سوى أن ترى إبنها يكبر أمام ناظريها كل الذي اعلمه أن دعواتها صادقة صادفت وقت الاجابة ، أو ربما الموت نظر لملامحي الصغيرة فوجد أنها معركة خاسرة . هكذا هو عبده خال يطعم الحديث بالمرح والفكاهة حتى تغيب الرسمية ويسود اللقاء شعور العائلة أيضا من درر الأمسية جملة طرزت بالنفيس والثمين حين قال #انتبهوا للكلمات وهنا نسترجع الكلمات المشجعة التي ساهمت في بناء الإنسان واثمرت بالأنجاز والكلمات التي ادمت الروح وكسرت عنق الأحلام الكلمات سلاح ذو حدين كلمات تبني وكلمات تهدم كلمات تحلق بالسماء وكلمات تهوي للجحيم كلمات تصنع المعجزات وكلمات تقتل الهمم كلمات تسحب الخيال وتزرعه في روحه ليكتب روايته ( الموت يمر من هنا ) بدافع الكلمات المشجعة من الأستاذ (حامد بدوي ) الذي قال لو هناك من سيكتب الرواية فهو (عبده خال) هذه الكلمات ازهرت برواية وهو لم يتجاوز الثالثة والعشرون من العمر هو يرى بعين التجربة والعمق الإنساني أن الإنسان قادر على فعل المعحزات من كلمة واحدة ومن خلال المحبة واللطف تصنع المعجزات وتزهر الحياة ويقول أيضًا : أن الكتابة محبة ، وكلما اتسع قلب الإنسان بالحب ازهر النبض في صدور البشر الكتابة إرضاء وترضية للنفس ، الكتابة أن تصل كما فعلها في أعماله العديدة مثل ( نباح ، فسوق، لوعة الغاوية ، الأيام لا تخبىء أحدًا ، الأوغاد يضحكون ، قالت عجيبة أساطير تهامية، وشائج ماء، ) والكتابة التي لم تصل وهي الرواية الباقية في قلبه وعقله ،الرواية التي لم تكتب بعد والتي تشغل حيزًا كبيرًا في الذات البشرية محور السعي والاهتمام الذات البشرية التي لم يتم التعرف عليها حتى الساعة ، وبدوره الروائي يحاول الوقوف على أرضية الذات ويسير في مناكب الأنفس محاولا استكشاف جزء بسيط من النفس البشرية ،ومعرفة تضاريسها المبهمة.
** **
- نسيم منور