عثمان بن حمد أباالخيل
التعامل بين البشر بدأ يأخذ طرقاً مختلفة في معظمها تؤدي إلى التباعد الاجتماعي والفرقة وعدم الاحترام، الاحترام الذي أراه أهم القيم الإنسانية على الإطلاق، الاحترام هو إحدى القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان ويعبر عنه نحو كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير. الاحترام هو إظهار تقدير ومعاملة حسنة وطيبة للآخرين، هو إظهار التقدير للآخرين بجميع الوسائل لكسب محبتهم، الاحترام تقدير الآخرين والاحترام المتبادل، فلا استهزاء ولا سخرية، بل احترام متبادل وتقدير للمشاعر، احترام النَّفس والشعور بالكرامة هي قمة الاحترام. حثّ الدين الإسلامي على احترام الكبير، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليسَ منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا»، إلى جانب احترام المرأة من خلال إعطاء كافة حقوقها. الاحترام قبل المال هو عنوان الإنسان الذي يحترم نفسه تماماً، وليس كمثل التسامح (التسامح محبة أصابها التعالي) جبران خليل جبران. إذا انعدم الاحترام ما فائدة المال وهُناك من يسعي وراء المال ليس المال المستحق، لكن المال غير المستحق ولا يمانع مطلقاً أن تداس كرامته وإنسانيته ولا يؤمن بالمقولة «احترم نفسك» فهو لا تعنيه نفسه بل يعنيه المال.
أحياناً نقلل الحديث مع أشخاص ليسوا محترمين في التعاطي مع الآخرين، فهم غير محترمين لا يحترمون أنفسهم فكيف يحترمون الآخرين، وهناك أشخاص لا نحاورهم فهم إضافة إلى عدم معرفتهم أسس الحوار لا يحترمون الطرف الآخر، ألسنتهم طويلة وحادة وغير مُهذّبه، الاحترام مهم جداً في التحاور والنقاش، بحيث لا يتم رفع الصوت، والاستماع الجيد للمحدث، والابتعاد عن الجدال العقيم، الذي يوغر الصدور، وينشز الشحناء في النفوس ويعِز علي وأكيد يعز عليكم من يقدم المال ومن يهدي المال دون احترام وتعالٍ ومراعاة لنفسية الإنسان المُهدى إليه. (احترام الآخرين واحترام مشاعرهم احترام لذاتك)، هذا إذا كنت تحترم ذاتك وتقدرها وليس كمن يقول المال قبل الاحترام. (هناك أشخاص حتى عندما يكون مزاجهم سيئاً يحادثونك بأدب، هؤلاء فقط من يستحقون الاحترام). غاندي. حين تواجه إنسان قليل الأدب لا يحترم الذي أمامه فما عليك سوي الصبر والشجاعة للتصرف معه والتخلي عن العصبية والكلام الكثير معه، فلا تعلق على تصرفاته أو كلامه المستفز فيشعر هو بالحرج من ذاته وأنه لا يساوي شيئاً بمقدار ما قل أدبه مع الغير.
الحياة لا يمكن أن تستقيم دون «احترام» متبادل بين البشر في كل مكان وزمان يتواجد فيه الإنسان وأي إنسان دون التفرقة بين البشر وعلى أي أساس يكون. ينقص الكثير من الناس ثقافة الاحترام في كل تعاملاته فتراه يستهزئ ويجيد السخرية والألفاظ السوقية ويقل الأدب ناسيا الكرامة الإنسانية التي ميّز الله سبحانه وتعالى بها كل إنسان على وجه الكرة الأرضية. وما يشدني كثيرًا هناك للأسف من لا يحترم إخوانه وأخواته لا سيما الأكبر منه سناً فكيف بوالديه. (الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضاً). نجيب محفوظ.
همسة: (من لا يحترِم الآخر لا يُحترمْ).