عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان بطبعة يحب الحل الذي يرضي نفسه ويتماشى مع رغباته وطموحه دون التفكير -في أحياناً كثيرة - في الطرف الآخر. هذا تطلّع منطقي لكن في حالات قليلة حين التعامل مع الآخرين. الحياة تعشق التوازن في التعامل وعدم ظلم الآخر. من قراءاتي وحضوري دورات تدريبية، هذا ستيف كوفي وكاتبة العادات السبع للناس الأكثر فعالية. العادة الرابعة: تفكير المنفعة للجميع (ربح = ربح). الإنسان الناجح هو الذي يفكر في أن ينفع الآخر ولا يضره. وما أكثر الذين يضرون غيرهم في واقعنا الاجتماعي دون مراعاة للنواحي الإنسانية والاجتماعية، بل يشعر بفرحة النصر.
لا يوجد مشكلة إلا ولها حل، لا بل حلول. لكن هناك من يغفل أو يتغافل تلك الحلول ولا يريد حلاً، فهو يعشق بقاء المشكلة كما هو، فهو ليس متضرراً. الزوج الذي يبحث عن المشاكل مع شريكة حياته زوج أناني يحب نفسه ويبني سعادتها على أنقاض سعادة زوجته، فالزوجة لا تنسى القسوة أو الخلاف بسهولة، إنما يستلزم منها وقت أطول مما يأخذه الرجل. المدير المُتسلّط، له هدف واحد، نفسه. إنه لا يأبه بموظفيه، ولا يوجد أي شخص في أي وقت جيد بما يكفي لإرضائه، متناسياً النواحي الإنسانية ويضرب بعرض الحائط قاعدة تفكير المنفعة للجميع (ربح = ربح)، وربما لا يعرفها. الزوجة اللحوح تريد إرضاء نفسها دون مراعاة وضع زوجها فهي تريد إرضاء نفسها أولاً وثانياً.
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله-: إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. الظلم هو قرار واحد (جَوْرٌ، اِنْتِهاكُ حَقِّ الآخَرِ عُدْواناً، عَدَمُ الإِنْصافِ ظُلْماً وَعُدْواناً). فحل الظلم هو الحل الذي يرضي نفسه المتسلطة. الحوار بين الناس هو الحل الوحيد لحل مشاكل، الحوار المتوازن بين الناس يرضي الطرفين ولا يوجد حل إلا حل الحوار والذي هو للأسف شبه منعدم بين شرائح المجتمع المتعطش للراحة والاستقرار ونبذل الشجار والتعالي. هناك من يغلق الأبواب (ويضيع المفتاح) جميع الأبواب التي تُفتحْ على الحلول المرضية والسبب الأنانية وعدم الاكتراث بمآسي الآخرين. قال الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ} (42 - 43 - 44) سورة إبراهيم.
آسف لا يوجد حل، عبارة يرددها البعض حين يكون الحل في صالحه. من قال لا يوجد حل يرضي الطرفين، ربما تبعيات الحل الذي يرضي الطرفين كبيرة فالتهرب هو الحل، يا له من حل مجحف في الواقع هذا ليس حلاً، إنه إملاء غير واقعي لواقع مؤلم. أقتبس: (لقد تعلّمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد). الضجيج البحث عن الحلول التي تجعل كفّتي الميزان متساويتين.
أخيراً وفي رائي لنْ يندم الإنسان بالمعني الحقيقي حين يرضي الطرف الآخر ويرضي نفسه، وليس كما يُقال إرضاء الناس غاية لا تدرك. وفي الواقع الصراحة مع النفس وبناء صورة إيجابية عن ذلك هي أفضل الطرق المؤدية للراحة النفسية وذلك حين يؤدي الإنسان حقوق الآخرين على قاعدة (ربح = ربح).