د.عبدالعزيز الجار الله
تمارس تركيا وإيران وقطر - قطر بصفتها الممول المالي - في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى نفس أسلوب العصور الوسطى والتاريخ الحديث في سلوك العمل العسكري الذي يقوم على نقل المرتزقة كما كان يتم في العهد الفارسي والصفوي والقبائل التركية في الأناضول والجيوش العثمانية في آسيا الصغري أي تركيا الحالية، بأن يقوم جسد جيوشها على المرتزقة من جنوب ووسط آسيا والأناضول وجنوب وشرق أوروبا ليحاربوا في الهند وأفريقيا والبلاد العربية، ثم يأخذون المرتزقة من البلاد العربية وأفريقيا والشرق الأوسط للحرب في شرق أوروبا والبحر المتوسط.
كانت تركيا وإيران وبعض الدول الأوروبية تعيش على هذه السياسة العسكرية، لذا تم احتلال دول ما وراء البحار وقارات بعيدة من قبل دول صغيرة سكانيًا مثل: البرتغال وهولندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. تحتل دول كثافتها السكانية عالية جدًا مثل الهند والدول العربية، كما أن دول مثل أمريكا وروسيا في حروبهما الأخيرة تم الاستعانة بالشركات الأمنية والعسكرية وبالمرتزقة تحت غطاء العلاقات العامة والحراسات، لكن هذه الشركات كانت مساندة ولها مهمات خاصة، والاعتماد الأساس على الجيوش، أما تركيا وإيران وقطر فستحارب العالم بالمرتزقة والميليشيات، وتجعلهم في الصفوف الأمامية مثل المرتزقة في سورية والصومال وليبيا وجنوب آسيا.
هذا الأسلوب والنوع من الجيوش قد لا يكون مجديًا، وقد يثير القلق والاضطراب لكنه لا يحسم نتائج الحروب ويحقق الانتصار، مجرد تخريف وزرع الفوضى، وتركيا وإيران وقطر تعلمان أن عملهما هذا لا يحقق الانتصار، لكن ليس أمامهم سواه، ولا عمل غيره، بعد أن كُشفت جميع أوراقهم واتضحت نواياهم وتعروا تمامًا أمام العالم، لذا لا يعنيهم نظرة العالم إليهم بأنهم دول تحارب بالمرتزقة وتجمع للإرهابين، بل يرون ذلك العمل يخيف الدول الأوروبية، خوفهم من تجمع الإرهابيين، ومن التجمعات الإسلامية وتجييش اللاجئين السوريين والدفع بهم إلى أوروبا، وأيضاً فتح الحدود والمعابر للاجئين والمهاجرين من آسيا عبر الأناضول، والمهاجرين الأفارقة عبر ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.