د.عبدالعزيز الجار الله
التعليم يتجه العام المقبل 1442هـ في سبتمبر 2020 إلى مرحلة وخيارات صعبة جدًا على الحكومات والمجتمع إذا استمرت كورونا بهذا المستوى من الارتفاع والهبوط وعدم الوصول إلى اللقاح والدواء المعالج، المأزق سيكون في التعليم، وزارات التعليم في العالم اتخذت قرار تعليق الدراسة العام الدراسي الماضي، والاستمرار في التعليم عن بُعد رغم ضعف إمكانات التقنية للدول وصعوبة تنفيذ التعليم عن بُعد في العديد من دول العالم، لكن الفصل الدراسي مرّ على الإدارات بسلام لأنه تم التعامل مع الوضع كحالة إسعافية أو إنقاذية، لكن العام المقبل الوضع مختلف لو تم تعليق الدراسة أو حتى التعليم عن بُعد في ظل تواضع إمكانات الدول التقنية.
تعليق الدراسة بدون أنظمة قوية للتعليم عن بُعد يعني ضياع جيل من الطلاب لعامين (2020- 2021) يحدث خلالهما انقطاع وتسرب طلاب وطالبات مرحلة ما قبل التعليم النظامي والتعليم الابتدائي وحتى التعليم الجامعي، سيخسر الطالب المادة العلمية والأكاديمية وكمية المعلومات والإيضاح والشرح والجانب التربوي بين طلاب المرحلة الابتدائية، لذا لا بد من التحضير والاستعداد بالميزانيات المالية الكبيرة في السعودية والخليج لتوفير أنظمة وبرامج دولية ومحلية وطرق جديدة لتستمر الدراسة عن بُعد دون توقفها، ثم اللجوء إلى البدائل السهلة بحلول ميسرة تؤدي للنجاح مع درجات عالية، وهذا لا يتوافق مع مستوى الطالب الحقيقي.
لا بد من رصد ميزانيات كبيرة للتعليم لتوفير أنظمة تعليم عن بُعد قبل أن يحدث تسرب من التعليم وبطالة وأمية، وأن يحرم جيل كامل من التعليم، وهذا لا يتوافق مع خطط الدولة في رؤية 2030 وتطلعاتنا للمستقبل، خطط التنمية الواعدة والشاملة، عدم مبادرتنا العاجلة في إنقاذ التعليم قد يؤجل بعض الخطط والمشروعات التي تقوم بالدرجة الأولى على الموارد البشرية المدربة والمهارية، وهنا لا بد من التفكير في خطط بديلة في حال قالت المؤشرات الطبية والصحة العامة بضرورة التباعد واستمرار حالة كورونا، خطط لا توقف التعليم والبرامج الجامعية والدراسات العليا، بل تستجيب للتحول السريع مع الحفاظ على حجم التعليم وزيادة المهارة والجودة والإتقان مع مزيد من برامج التعلم من بُعد.