د.عبدالعزيز الجار الله
يشهد العالم تحولات كبيرة وتغيرات في الأداء والأسلوب وفي الهياكل والأنماط، العالم ليس هو عالم الستينيات والسبعينيات، ولا عالم الثمانينيات والتسعينيات، نحن في العشرينيات من القرن الواحد والعشرين، ويترافق معه تحولات:
- نفطية.. طاقة النفط والغاز.
- واقتصادية.. ظهور شركات واختفاء شركات كبرى.
- وتعليمية.. تغيّر التعليم العام والجامعي، توقف عن تدريس مقررات، ودخول مقررات جديدة، وتعطيل تخصصات، وإنشاء تخصصات جديدة.
- واجتماعية من مجتمعات سائحة على بعضها إلى مجتمعات مغلقة ومنعزلة بسبب كورونا والأمراض والفيروسات، والعالم الافتراضي الذي أحدثته التقنية.
- تسويقية.. ومعها تغيرت أساليب البيع والشراء، وأصبحت شركات كبرى تتحكم بالبضائع وقائمة الأكل والأزياء والإكسسوارات.
- والثقافية والمعرفية والترفيهية، فأصبحت الحياة من حولنا موجهة لا خيارات فيها، التعامل مع من يملك التقنية والتطبيقات وبرامج الحاسب التفاعلية.
لسنا نحن وحدنا في الخليج العربي أو الوطن العربي، إنما العالم بأسره، فرضت عليه هذه الأساليب، فلا غرابة إذا وجدت الأسواق المركزية بلا متسوقين، والشوارع بلا زحام، والرياضة يختفي جمهورها، والسكان يتنقلون بين المدن والأرياف والقرى، كما أن المدن ستغير من أشكالها، والمنازل تتغير أحجامها، بصورة أخرى سيشهد العالم تغيراً حضارياً وتقنياً وأسلوب حياة.
يجب رصد التحولات الحضارية لأنها عنوان المرحلة المقبلة، وتختلف عن الدورات الاقتصادية الأولي عام 1975، والتي كان عنوانها التنمية العمرانية، والدورة الاقتصادية الثانية عام 2003 التي كان عنوانها النهضة التعليمية.. إنشاء الجامعات والابتعاث، أما التحولات الحضارية القادمة فهي تختلف عن الطفرات الاقتصادية، وليست دورة اقتصادية خاصة بالمملكة، إنما تغيّر حضاري يشمل العالم، يكون الذكاء الصناعي والثورة الصناعية المحرك لها.
سوف ينسحب جيل كامل من ساحات العمل ومجال الواقع الحضاري الجديد، ليتسلم الأمر جيل الألفية الحالية، لأنه يملك أدوات ومفاتيح الدخول للعام الحضاري الجديد.