أحمد المغلوث
قبل عقود كان لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد عندما كان وزير الداخلية أيامها -رحمه الله- لقاء مع طلبة جامعة الملك فيصل بالأحساء وبحكم عملي الإعلامي كنت حاضرًا لتغطية اللقاء الذي كان ثريًا بحديث سموه وبعمق كلماته الحصيفة والمحفزة على الوطنية ومدلولاتها وأهميتها في أن يعني المواطن بأمن وطنه.. وبعد اللقاء كنت محظوظًا بأن أكون أحد الذين رافقوا سموه إلى استراحته في «هيئة الري والصرف بالأحساء» حيث كان سموه يتحدث كعادته عن الأمن بصورة تثير في كل من يستمع إليها الشعور بالغيرة على الوطن وأمنه وأنه جزء من العملية الأمنية مهما كان مستواه الاجتماعي. أكان طالبًا أم رب أسرة أو حتى فردًا من أفراد المجتمع. وطوال سنوات حياته -رحمه الله- كان ينثر على الجميع «مقولاته» الحكيمة عن الوطن وأمنه بل باتت تأكيداته المستمرة في هذا المجال مزروعة داخل أعماق كل مواطن غيور. على هذه الأرض الطيبة.. لقد كان سموه يكرر دائمًا وفي كل مناسبة مقولته التي باتت شهيرة، بل أصبحت شعارًا: (إن المواطن هو رجل الأمن الأول) التي تؤكد على دور المواطن ووصفه بأنه رجل الأمن الأول الذي إذا لم يقم بواجبه في الإبلاغ عمن يشتبه به في أي قضية تستهدف أمن الوطن فهذا يعد تقصيرًا في حق الوطن وأمنه.. ومن هنا بات كل مواطن ومنذ الصغر يشارك رجال الأمن في الحفاظ على الأمن بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وهذه المشاركة ليست موجودة في بلادنا فقط وإنما باتت منتشرة في عديد من دول العالم الذين أخذوا بمبدأ تعاون المواطن مع رجال الأمن وأجهزته الأمنية خصوصًا مع انتشار أجهزة التقنية والتطبيقات الأمنية مما أسهم في مكافحة الجريمة، والقارئ للدراسات والأبحاث الأمنية التي تعنى وتهتم بالأمن يجد أنها تشير وتؤكد دائمًا أن أمن الوطن في كل مكان ليس مسؤولية أجهزة الأمن فقط وإنما هو مسؤولية مشتركة تضامنية وتعاونية مع المواطنين.. ومن هنا نخلص إلى أن نقول وبكل حب يجب أن نعزز هذه المقولة (النايفية) في نفوس الجميع وأن نسعى إلى تأسيس جمعيات في كل منطقة ومحافظة تحمل مسمى (أصدقاء الأمن) هدفها تنمية وتطوير الحس الأمني والوطني بين أفراد المجتمع وأن تقدم دورات تدريبية لكل من ينتسب إليها لمزيد من المعرفة وحسن التصرف والتعاون المثمر مع رجال الأمن.. كل هذا وذاك يسهم في حفظ المنظومة الأمنية في وطننا الذي بات عظيمًا، ولكنه مازال مستهدفًا من قبل الأعداءالحاقدين.. وكم هو جميل أن نعزز هذه «المنظومة «التي لا شك أن لها دورًا كبيرًا في حفظ أمننا الوطني.. هذا الأمن الذي هو مسؤولياتنا جميعًا.. مسؤولين ومواطنين.. وأخيرًا التقارير الأمنية التي تتحدث ولله الحمد عن نجاح أمننا السعودي تثبت للعالم أن أمننا بات قويًا ومهابًا ومواكبًا لمختلف الخطط والبرامج الأمنية المتطورة، بل لم تبخل عليه الدولة بتوفير كل ما تحتاجه القطاعات الأمنية من مختلف الأجهزة التقنية والعصرية المتطورة التي تكشف الجريمة في أسرع وقت.