أحمد المغلوث
من الأشياء الصعبة التي تواجه الكاتب وتعز عليه خلالها الكلمات والمعاني هو رثاء من نحب في الله. لذلك يعز على قلمي المتواضع أن يرثي حبيبنا الدكتور الحبيب والأديب النجيب «نجيب عبد الرحمن الزامل» بعد أن عبر الآلاف من المواطنين والمقيمين في الداخل والخارج عن تعازيهم الحارة لرحيله.. وبالتالي عز نعيه على نفوسهم وقلوبهم. فطوال سنوات حياته خاصة بعد التحاقه بالعمل في الشأن العام والعمل في مجال العمل الإنساني والاجتماعي. فقد تجمعت في حبيبنا الراحل «نجيب» كل خصائل الأصالة والإنسانية والشهامة والإخوة الصادقة. كان -رحمه الله- من القلة من الرجال المتميزين بل النادرين أنه أشبه بنجمة أضاءت فجأة حياتنا وبددت الظلمة فكانت ابتسامته المشرقة واحتضانه لمن يعرفه وحتى من لا يعرفه. تشعر كل من التقاه في مناسبة أو محفل أو حتى على هامش ندوة ثقافية أو اجتماعية بأنه واحد من أفراد أسرته القريبين إلى قلبه. وهنا يحتار القلم ماذا يختار. لقد اتصل بي معزيًا في وفاة ابني محمد -رحمه الله- والكلمات تكاد تخنقه. بل كتب معقبًا على ما كتبته فقال -رحمه الله-: منذ زمن لم أقرأ هولاً دامعًا كما قرأت للأب أحمد المغلوث يودع بضعًا من حياته وهو يطوي ابنه محمد ولم بكن سهلاً أن نتصبر عن الدموع فحزنًا مع تلوع اللب ورداد حزننا لفقد الابن. الابن الوضاء الجميل الموهوب الذي أعد آخر كأس للشاي لأبيه. وقرأت قبل ذلك مقالة مسبوكة بالشوق الآسر كتبها الأخ لأخيه وسألت نفسي إذا ما حال الأم.؟ ما حال الأب..) هذه جزئية حزينة وبسيطة مما كتبه -رحمه الله- عن ابني محمد في صحيفة اليوم في حينه. واليوم يا ترى ماذا عساني أن أكتب عن حبيبنا الراحل الذي فقده الوطن كل الوطن. هذا الرجل النادر الناصع البياض كابتسامته الوضاءة. كان يصنع الحدث وينير الطريق للآخرين ويمهد السبل للعمل الاجتماعي والتطوعي. وما زلت أذكر ذلك الاجتماع الذي احتضنتنا فيه اليوم «إدارة وتحريرًا» في اجتماع كتاب الرأي. فكان احتضاننا متميزًا من صحيفة باتت عملاقة تسير بخطى حثيثة نحو المستقبل المشرق الذي يواكب الرؤية. لقد احتضن الراحل بصدره وقلبه الكبير كل من حضر هذا الاجتماع وكان يوزع ابتساماته على جميع الزملاء بعفوية وحب. لقد رحل عنا فجأة. وهذا ما يفعله «الموت» فهو لا يخبرنا بقراره. واختياره. وماذا نقول. وماذا نكتب. نبكيك يا أبا عبد الرحمن فأمثالك ولدوا لله وعاشوا لله. ورحلوا لله واقترت حياتهم على الفعل والعمل والإخلاص والعطاء الوطني والإنساني وذوبان الذات من أجل الغير.. اللهم لا اعتراض أبيت أن تتركنا مع إطلالة عام جديد.. وأنت الذي كنت تكتب كعادتك. أجمل الكتابات مع إطلالة كل عام.. وماذا بعد وداعًا يا سيد الكلمة الصادقة. وستبقى دائمًا في ذاكرة الجميع بل في قلب الوطن الذي أحببته وأحبك. فالهامات الكبيرة تستمر مرفوعة إلى الأبد.. فلا أحد ينسى. «نجيب النجيب». العزاء كل العزاء لأفراد عائلتك. ولأسرة الزامل الكريمة ولمحبيك الكثر.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.