أحمد المغلوث
الأسبوع قبل الماضي كتبتُ هنا تحت عنوان (هل تستطيع اللحاق بالثقافة)؟ واليوم أكتب هذه الزاوية مواكبة للحدث والفعل؛ فلقد وعد سمو الأمير بدر وزير الثقافة وأوفى بوعده في وقت قصير جدًّا في عمر الزمن؛ فما هي إلا أيام قليلة من إعلانه عن مفاجآت سارة، تخدم الحركة الثقافية في وطن الخير والعطاء، حتى حظي بموافقة المقام السامي على ما رفعه سموه له من برامج وخطط فاعلة ومهمة من ضمن سياسة الوزارة. وبعدها رفع سموه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على موافقة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي على إنشاء 11 هيئة ثقافية جديدة، وتفويض سمو وزير الثقافة بممارسة اختصاصات رئاسة مجالس إداراتها. وستتولى الهيئات مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته؛ إذ ستكون كل هيئة مسؤولة عن تطوير قطاع محدد، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيميًّا بوزير الثقافة.
ولقد أوضحت الوزارة في تعريفها لهذه الهيئات التي يرأس مجلس إدارتها جميعًا صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة كل شيء عنها؛ إذ أشارت «الوزارة الوثابة» التي تسابق نفسها إلى الهيئات الثقافية الجديدة التي وافق مجلس الوزراء على إنشائها، التي ستتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته. وستكون كل هيئة مسؤولة عن تطوير قطاع محدد، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيميًّا بوزير الثقافة.
والهيئات الجديدة هي: هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، وهيئة التراث، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المتاحف، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي.
يا الله، كم هو جميل، بل رائع، أن تنطلق في بلادنا مثل هذه الهيئات تحت مظلة وزارة شابة وطموحة، تلامس آفاق السمو والنجاح، وتشاهد بوضوح رؤية الوطن التي فعلت فعلها السحري في زمن الحزم والعزم والإنجاز.. لا شك أن جهود سمو وزير الثقافة خلال الشهور الماضية كانت محط تقدير وإشادة الجميع في الداخل والخارج، وبدون مجاملة.. فالإنجازات واضحة، وباتت تتحدث عن نفسها، بل تشهد وتؤكد بصورة واضحة وشفافة مصداقية ما يقوله أو يصرح به في تغريداته الثرية، أو من خلال حسابه في تويتر أو عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
لقد انتظر أبناء الوطن من الذين يمارسون العمل الثقافي والإبداعي وغيرهم طويلاً وهم ينتظرون بشغف مثل هذه الهيئات التي تتيح للجميع ممارسة إبداعية بكل رحابة، وتحت ظلال «الثقافة» الأم التي سوف تحتضنهم جميعًا كما تحتضن الأم أبناءها بحب ورعاية واهتمام كبير.
كل هذا، وذاك سوف يحقق ما يتطلع إليه كل مبدع ومبدعة في وطن الخير، وكل واحد منهم يعيش في سعادة واطمئنان، بل في ثقة بأن الغد أفضل من اليوم، وأن عطاء وسخاء «الثقافة» لهم سوف يكون كبيرًا وواسعًا بسعة الوطن.. وبالتالي تتحقق الأهداف والتطلعات المختلفة في زمن «الثقافة الوثابة» التي لا تتثاءب، بل تواصل العمل ليل نهار وهي تسهر على تنفيذ أنشطتها وبرامجها المختلفة..
وماذا بعد؟.. إن «الثقافة» بمفهومها العام فعلٌ يدخل البيوت، بل إنه يوجَد في كل مكان. وهذا يعني أنه يريد أن يفيد، وأن نستزيد منه ومن إبداع أصحابه.
ففي الثقافة جوانب مختلفة: المعرفة، والإبداع، والمتعة، بل حتى الاقتصاد عندما نستثمر ما تبدعه الهيئات المعنية من أعمال فنية وإبداعية، تدر خيرًا، وذهبًا، لوطن يستحق..
شكرًا وزارتنا الوثابة.