ميسون أبو بكر
كشاعرة كان تفاعلي مع ليلة بدر بن عبدالمحسن -التي نظمتها هيئة الترفيه في مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- روحانياً سامياً عانق أهداب الغيم في ليلة أبت فيها السماء إلا وتكون كريمة مع الشعر فأنعمت على الرياض بالمطر، ورسم الغيم والشفق أجمل لوحاته، فأضفى أجواء شاعرية على المكان والزمان في ليلة خاصة من موسم الرياض.
البدر الذي عشق قصائده وألحانها قلوب العذارى وكانت قصائده رسائل حب يتبادلها العشاق، حضر كما يليق بشاعر أن يحضر، في ليلة حب وموسم تكريم، وجمعة أحبة الحرف واللحن ووجها لوجه مع جمهوره الغفير الذي لطالما تاق للحظة عناق ومواجهة بعد قطيعة طويلة حرم الجنس الناعم من حضور أمسيات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وعلى أرض وطنه.
البدر اكتمل في ليلة خاصة بالشعر الذي أنتمي له، وبمجموعة من الفنانين الذين شدوا بقصائد الشاعر، محمد عبده الذي نحب حضوره، راشد الماجد وعبادي الجوهر وعبدالرب إدريس وعبدالمجيد عبدالله ولو من خلف شاشة نقلته إلى عمق المكان، وآخرون، أبت الليلة إلا أن تكتمل بكل عناصر الفن ودائرة العمالقة الذين أمتعونا دهرا، وأبت أرواحنا إلا أن كانت مراسيل حب وطاقات فرح.
المسرح الساحر الذي هيئ لي كأنه دار أوبرا عظيمة، والحضور الغفير وكل أعمدة الثقافة والفن والإعلام الذين حضروا منحوا المناسبة ألقا مضاعفا، وحيث البدر فإن للمكان سحر وللكلمة عطر وللقصيدة ألف حكاية وحكاية، وما أكبر فرحة الشاعر إن احتفى به وطنه، فقد تجلى هذا في حديث الأمير بدر بن عبدالمحسن عن منحه وسام الملك سلمان بن عبدالعزيز بل أصر أن يصحبه معه ويزين به أمسيته.
أبدع الإعلامي الرياضي بتال القوس محاور الأمسية في إدارة الأمسية والحوار، وقد حول بحديثه وإدارته الأمسية وأسئلته العميقة لما يليق بها، والبدر بما يجاري ثقافته ومشواره المشرق، فكان اللقاء كملعب مشتعل بلاعبيه، متألق بجمهوره، وكانت الأسئلة بين ضربات ترجيحية وأهداف أصابت هدف اللقاء ونبشت في ذاكرة الضيف وبداياته.
في ليلة البدر كنا منحازين للوطن، ومنحازين للشعر وتواقين لمصافحة البدر والفنانين المبدعين، كانت ليلة من ألف ليلة وليلة، وتمنينا أن الشهريار لم ينه تلك الليلة الساحرة.
للروح غذاء كما للجسد، وغذاؤها الكلمة العذبة، لذلك أبى موسم الرياض إلا وتكون الرياض بكل أناقتها وكامل تميزها في ليلة جددنا فيها هويتنا الشعرية كعرب واحتفينا بديواننا.
كم من الامتنان نحن مدينون لهيئة الترفيه التي أتاحت لذائقتنا التمتع بهذه الليلة الشعرية ولم تغفل أن يكون الشعر حاضرا والبدر مضيئًا ضمن باقة برامجها الأخرى والتي راعت فيها مناسبة كل الأذواق، وكل شرائح المجتمع وفئاته العمرية.