ميسون أبو بكر
لم نتعود في وطننا العربي البساطة في التعامل والتصريحات، كما في تواصل مسؤول عبر موقعه في تويتر مع متابعيه، وزياراته الميدانية في العمل والتقائه بالعاملين معه من قريب أو بعيد، أو إطرائه أو حديثه مع الجنس الآخر بتلقائية، لذلك جاء أسلوب معالي تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه مدهشا للبعض ومستغربا للبعض الآخر الذين تعودوا النمط التقليدي للمسؤول، الذي تحجبه جدران مكتبه عما خارجها، والذي تعود أن يتحدث من ورقة مكتوبة ومدروسة مسبقا، متخطيا بدبلوماسية أسئلة الصحافيين.
يأسرنا مسؤول غربي حين نتداول مقطع له وهو يستقل القطار للذهاب لعمله، أو آخر يقف في الصف منتظرا دوره، أو رئيسة وزراء ترتدي ملابس الرياضيين وتشاركهم الحضور في الملعب لتشجيعهم، وحين نتابع مسؤول في بلادنا يحاول مواكبة إيقاع العصر والتصرف بتلقائية والعمل بنشاط ومشاركة ومتابعة، كما ويدخل في حوارات الكترونية مع متابعيه فإن البعض يسرع للانتقاد لمجرد النقد وتصيد الأخطاء خاسرا كل المتعة في المشاركة الإيجابية كمتلقٍ إيجابي، والاستمتاع بالنتائج.
ما رأيته في منتدى صناعة الترفيه الأسبوع المنصرم كان كفيلا أن يؤكد أن الترفيه صناعة، والصناعة مهمة صعبة لأنها تمزج بين مقومات متعددة لا بد أن تتجانس لتحقق الهدف.
وهنا سألخص بالأرقام ما ينتظر الآخرون قراءته؛ فموسم الرياض حقق أكبر عائد في الرعايات فقد تسابقت الشركات على الرعاية والمساهمة ويعتبر أمرا غير مسبوق في المملكة، فقد حققت المبيعات خلال ثلاثة أيام فقط أكثر من 235 مليون ريال.
أن هناك 46 ألف وظيفة توفرت للشباب السعوديين سواء وظائف دائمة أو موسمية أو تطوعية بمقابل مادي.
وخلال ثلاثة أيام منذ انطلاق الموسم حقق 250 ألف زائر للفعاليات 80 بالمئة منهم سعوديين بالإضافة لزوار خليجيين قدموا خصيصا لحضور الفعاليات.
بالإضافة لانتعاش كبير في إشغال الفنادق وارتفاع مبيعات رحلات قطار الشرقية إلى 40 بالمئة.
أشيد بما قالته وزيرة الثقافة المصرية معالي إيناس عبدالدايم التي شاركت في منتدى صناعة الترفيه بأن القيادة المصرية أدرجت سبعة محاور للحفاظ على الهوية الثقافية المصرية ضمن استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030» لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع ومحاربة التطرف الفكري، والتأكيد على الريادة الثقافية من خلال قوى مصر الناعمة وتطوير المؤسسات الثقافية وهو جاء نتيجة فطنة الدولة لأهمية الاستثمار الثقافي كمصدر قوة للتنمية» لأنه من شأن هذه المخرجات الثقافية والترفيهية أن تحمي شبابنا من التطرف الفكري والانقياد لحملات وجناعات إرهابية تضلل فكرهم وتستغل فراغهم.
قابلت في المؤتمر الشباب الذين هم عصب الحياة والحاضر والمستقبل جنبا إلى جنب مع مستشارين عالميين ومشاركين وقامات كبرنا على أصواتهم وأحلامنا، لنجدنا اليوم معهم وجها لوجه في منتدى أبى إلا أن يجمع أجيالا من الإبداع وصناعة الثقافة والترفيه.