د. فوزية البكر
تبدأ عبارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالآتي:
(هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك)
تلتها عبارة ولي عهدنا الشاب الأمير محمد بن سلمان ليؤكد حقيقة أثبتها منذ تولي القيادة خلف والده قائلاً: (الذي لا يستطيع أن يحلم لا يتفاوض معنا ولا يأتي لأبوابنا، نرحب بالحالمين الذين يريدون عالمًا جديدًا).
هذه العبارات التاريخية كانت في صدر افتتاحية تقرير السعودية الأول الذي صدر بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي الثامن والثمانين، وتضمن أهم الإنجازات التي حققها أبناء الوطن في مختلف القطاعات ليكون عنوان العيد الوطني الحقيقي هو إنجازات أبنائه التي تؤكد تلاحم الشعب مع قيادته لتحقيق أحلام المستقبل المضيء لكل أجيال الوطن على اختلاف مواقعهم ومشاربهم وانتماءاتهم العرقية والطائفية.
فالشاب حسين الحربي حقق الميدالية الفضية في الرماية، وذلك في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في جاكرتا أغسطس لهذا العام، وحصل مساعد الدوسري على بطولة كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية للعبة فيفا 18 التي أقيمت في لندن، وحقق منتخب السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة الفوز بالبطولة وللمرة الرابعة بعد تغلبهم على المتخب الأرجنتيني في المبارة النهائية، وحصد الطالب الأمير بن عايض الوبري الميدالية الذهبية بعد حصوله على المركز الأول في مسابقة الرياضيات التي أقيمت في بريطانيا، كما حصل الفريق السعودي المشارك في المنافسة الدولية لبرمجة الروبوت والتي أقيمت في مدينة هيوستن على المركز الثالث في المسابقة التي تمت بين مئة فريق مشارك من كل أنحاء العالم، وتوجت الفارسة العنود الفيصل على المركز الثاني للقدرة والتحمل للفروسية متفوقة بذلك على مئة فارس مشارك، وحققت داليا السميري وعبد الرحمن مسرحي علي المراكز الأولي في مسابقة الشطرنج التي أقميت في المملكة على مدى خمسة أيام. وهذه النماذج الفردية التي تستعرضها هنا هي غيض من فيض مما شمله التقرير.
لكن لم تقف إنجازات الوطن على الأبناء والبنات فقط بل تعدتها للمؤسسات التي حققت التميز في مجالات عدة، إذ تمت ترقية السوق السعودية (تداول) لثلاث مؤشرات عالمية ضمن تصنيف الأسواق الناشئة، وحصدت شركة معادن المركز الخامس عشر ضمن أكبر شركات التعدين على مستوى العالم بقيمتها السوقية المقدرة للعام 2017، وتم ضم واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو بعد مدائن صالح وحي طريف بالدرعية وجدة التاريخية، وحقق قطار الحرمين الذي يربط بين مكة والمدينة السبق ليكون القطار الأسرع في الشرق الأوسط بسرعة تجاوزت 300 كيلو متر في الساعة، وحققت كلية طب الإسنان بجامعة الملك سعود على مراكز متقدمة مقارنة بنظيراتها في العالم ضمن أفضل 50 كلية طب أسنان على مستوى العالم، كما حصلت كل من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود على المركزين 111 و112 حسب تصنيف شنغهاي لأفضل الجامعات العالمية تأهيلاً لخريجيها لسوق العمل، وبذا حققت الجامعتان الأولية كأفضل جامعتين على مستوى الشرق الأوسط.
ولم تقف المملكة عند حدود إنجازاتها الفردية والمؤسسية بل تعدتها لتبني برامج وخطط جبارة تؤكد بقوة على ولادة سعودية جديدة وغير مسبوقة مثل مشروع «نيوم» الذي تجاوزت مساحته مساحة مدينة الرياض 25 مرة واعتماده على سبعة قطاعات استثمارية في مجالات: الطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية والرقمية والإعلام والترفيه والمعيشة، كما جاء مشروع «القدية» ليتجاوز بمساحته مساحة ديزني وورد في فلوريدا في الولايات المتحدة بأربع مرات بحيث ستسمح هذه المساحات الشاسعة بزيارة أكثر من مليون شخص بحلول العام 2030.
وتم إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا لجعل مدائن صالح الوجهة السياحية الأولى في العالم والشرق الأوسط عاكسة تاريخها الممتد لأكثر من 3700 سنة متجاوزة بذلك أهرامات مصر التاريخية التي تعود إلى 2325 سنة قبل الميلاد والبتراء في الأردن التي يعود تاريخها إلى 312 سنة قبل الميلاد وحتى سور الصين العظيم الذي ضربت شهرته الآفاق والذي يعود إلى 204 قبل الميلاد فقط.
يختتم تقرير السعودية الإنجازات والقفزات الهائلة بكلمات من القلب مؤكداً أن هناك سعودية جديدة ضخمة جدًا تولد اليوم متعطشة للمستقبل القادم في عامها الثامن والثمانين، فإذا لم يكن هذا مشهدًا خالدًا فما الذي يستحق أن يكون؟؟
نعم نشهد جميعًا بذلك ونتطلع لسعودية تحتضن كافة أبناءها ومناطقها دون تمييز أو قبلية أو طائفية وتلتف حول قيادتها مؤكدة قوة السعودية باعتبارها القلب النابض للعالمين العربي والإسلامي، فمبارك لنا هذا الوطن وكل عام ونحن نعيش مستقرين وأسوياء وسعداء في دولة المملكة العربية السعودية.