مها محمد الشريف
حرب اليمن وبكل المعايير هي حرب بين الحق والباطل، حربٌ بين العدل الشرعي والظلم الحوثي المستورد، وهي وقوفٌ إنسانيٌ مقدس في وجه الشر والاستبداد الإيراني المستشري في الأرض الإسلامية والذي وجد له في أرض اليمن من يبيع كل شيء من أجله، وجد شرذمة باعت الإنسان اليمني، ودينه، وأخلاقه، وتراثه وقبل ذلك أرضه ودمه العربي المسلم.
و»تحرير الحديدة بداية النهاية للحرب. الاختيار في اليمن هو بين الدولة والميليشيات، بين النظام والعنف، بين السلام والحرب». كما غرّد عبر حسابه في تويتر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش.
منذ أن أطلقت الحكومة الشرعية صرخة الاستغاثة بالعرب والتي هبّ لها سلمان الحزم ومعه أشقاؤه في التحالف منذ تلك اللحظة انطلق العمل بمسارين متوازيين العسكري ويرافقه الإنساني، بل في كثير من الفترات يتقدَّم العمل الإنساني العسكري، وآخر الشواهد ما يجري في الحديدة؛ فقوافل المساعدات الإنسانية تتحرَّك في الوقت نفسه من الرياض وأبوظبي والعمل العسكري ينفذ بدقة متناهية غير آبهٍ بالزمن.
من أجل حقن دم المواطن اليمني الذي يتخذ منه اليوم عصابات إيران متاريس مدنيةً وهو ما يؤكِّد على حقيقة خطيرة جداً أن الحوثيين يريدون أرض اليمن بدون اليمنيين الذين يعارضون المشروع الإيراني، فأسيادهم في إيران يعنيهم فقط نجاح المشروع الصفوي، ولو لم يبق أحد من الشعب اليمني حتى لو لم يبق من الحوثيين أنفسهم إلا عبد الملك الحوثي ليردد شعاراتهم بالزي واللهجة اليمنية ليستمر الغطاء والتضليل.
ماذا يعني الإصرار على السطو على السلطة الشرعية في اليمن ورفض كل مبادرات الحل والتمترس وراء الأبرياء في معارك خاسرة وهزائم متوالية وإرهابهم وتركهم فرائس للجوع والمرض؟!
شيئاً واحداً فقط أن هذا المواطن لا يعنيهم فهو مجرد زنبيل يخدم القناديل..
مآس كثيرة في المشهد الحوثي في اليمن لم تترك لدى المسلمين اليمنيين ما يسمح بقبول هذه الشرذمة الإرهابية في مستقبل اليمن ولا يمكن التعايش معهم بعد حربهم السابعة - حرب مدمرة لكل قيم اليمن -، وفي موقف الحكومة الشرعية هذه الأيام تؤكّد عزمها على الحسم العسكري والقضاء على الإرهاب في اليمن وصياغة مستقبله السعيد بالتعاون مع الأشقاء في التحالف وأصدقاء العدل والحق في العالم.
ثمة أشياء عديدة تنوَّعت فلم يعد العرض من خيارات الحوثي بالموافقة على وجود إشراف أممي على إيرادات ميناء الحديدة، مع بقائه المسلح فيها، فقد تغيّرت الأحداث، ولم يعد مطروحاً ضمن الأجندة الشرعية، والخيار الأوحد هو الانسحاب، وأشكال النزاع والحرب والتدمير أوشكت على الانتهاء، وعلاوة على ذلك فقد ألقى الإرهابيون أسلحتهم وانتهوا كمليشيا حوثية متمرّدة على الشرعية تم دحرها وقمعها لتعود اليمن حرة أبية.