د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
في اثنينية الحوار الوطني الممتدة نحو الشباب الواعد في وطننا الأشم هناك قافلة ملأى ترتاد مواقعهم وفضاءاتهم، وتحمل كل ذي لُبّ بلهفة شاسعة حتى تصل بهم إلى مساقط الغيث، حيث لهم موعد مع الفكرة الشاردة والقول الجلي وتبادل حوار الثقافات، وحوافز المواقف المبهجة والمثال القدوة والنموذج الرائد؛ فيأتي الشباب إلى ملتقى الاثنينية الأسبوعي يطلقون أمانيهم المنعشة؛ ويستقون من الحوافز الفكرية ما يمهد لهم المسير.
والحقيقة أن واقع الإثنينية لم يكن خيالات تترى بل حقيقة ماثلة في تخطيط متفوق لانتقاء الموضوعات والإعداد والاستعداد بكل تفاصيله يُهدى لشباب الوطن من إدارة برامج الشباب في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني؛ وأجزم أنه قد سبقني إلى عرض نجاحات الإثنينية كثيرون، تحدثوا عن مشاركة فريدة ممن سردوا وميضاً لافتاً هناك، حيث تشرق الاثنينية بآفاق جديدة لتعزيز الجوانب الاتصالية والثقافية عند الشباب والارتقاء بمستويات الفكر الوارف، فوجد الشباب في لقاءات الاثنينية أبواباً مفتوحة كل واحد يفضي إلى الآخر لتنشق ساحاتها عن منصات ثلاث هي إلهام روح المبادرة والتفكير الإبداعي واستثمار الفرص الملهمة لديهم؛ ومن ثم رحيق الخبرة، والتجربة ممن استضافتهم الإثنينية.
وندلف إلى خصيصة أخرى للاثنينية وهي سمو أهداف منصاتها الممتدة في برامج الشباب التي تبثُ روح اتصال جديدة نامية تحتفظ خلالها الذاكرة بما يمكث في الأرض؛ ويبعث الفكر ليرسم الشباب أهدافهم؟!! فالعالم اليوم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب؟!! ومن الحضور المشاهد للشباب في برامج الإثنينية وبرامج الشباب جميعها أن هناك مداً واسعاً متحفزاً وكأني بالشاعر الأمير عبد الله الفيصل يرى الشباب وقد اجتمعوا ليشهدوا منافع لهم:
مرحى فقد وضح الصواب
وهفا إلى المجد الشباب
عجلان ينتهب الخطا
هيمان يستدني السحاب
في روحه أمل يضيء
وفي شبيبته غلاب
وعليه فلنبني الحياة
ولا نساوم في الثواب
ولننطلق في عزمنا
مثل انطلاقات الشهاب
نعم شهدتُ ذلك في إثنينية الحوار عندما حظيتُ بشرف حوار فوار مع عقول الشابات المتوثبة والمتواشجة مع الحفاوة التي يلقاها الشباب من قيادتنا الرشيدة حين عقدت قيادتنا الحكيمة مع الشباب علائق متينة في أعماق التنمية وتحقيقها فيما بينهم وبين مجتمعاتهم ووطنهم، وبنت لهم طاقات تنفتح فيهطل منها الخير، والمهم في نظري حيث يقضي الشباب وقتاً جميلاً في منصات حوارية نامية أن تستثمر في خلق الأفكار والقدرات لدى أولئك الشباب وأن يكون مرورهم على ملتقيات الحوار من علامات التمكين وأن تكون أذهان الشباب عالقة في فضاءات الوطن! وأن يكون نداء الوطن أشبه بضوء شفيف يدل على مراسي الميناء، وأن يندفع الشباب بأحلام أكثر إبهاراً ووضوحاً نحو الريادة الحضارية الوطنية
بوح وطني من الزمخشري رحمه الله،
يا أعذب الحب آمالي قد ابتسمت
في موطن رقصت في جوَّه النعمُ