د.خالد بن صالح المنيف
* خُذْ وقتكَ في التفكير... فلا تستعجِل ولا تندفع، ولا تأخُذْ قرارًا دونَ تأمُّل, ولا تدَع أحدَهم يمارسُ ضغطًا عليكَ لكي تتخِذَ قراراتٍ دون تبصُّر، ثمَّ إنَّ العجلة تُفسِدُ الأمور!
* خُذْ وقتكَ في الحبِّ... واجعل روحكَ تعمُر بالحبِّ؛ فلا حياةَ حقيقيةً دون حُبٍّ! وخُذْ وقتكَ في التعبير عن مشاعر الحبِّ؛ فالحبُّ لغةُ الجمال وسرُّ الحياة، فعندما يفوح عطرُ الحبِّ تثورُ كوامن الخير في نفوسِنا وتتطلَّع لكلِّ جميل من فِعْل وقول، وتبدو لنا الحياةُ بهيجةً، والبشر خيِّرين، والحاضر مُغرِّدًا، والمستقبل مبتسمًا!
* خُذْ وقتكَ في الاسترخاء... فإنْ لم تفعل فقد أعنْتَ الأوجاع على جسدكَ ومكَّنْتَها منكَ, والخيارُ لكَ؛ إمَّا أنْ توجِد وقتًا للاسترخاء أو أنكَ ستجد وقتًا للاستشفاء! وحتى لا يقع الشخصُ فريسةَ ضغوط الحياة، عليه أنْ يسعى بكلِّ ما فيه لإراحة فكرِه وجسدِه منها، والعمل على البحث عن وسائل للراحة والاسترخاء، حيث تجعله قادرًا على السيطرة على الأحداث، لأنَّ مَن يفشل في إدارة ضغوط الحياة، يُصبِح من الصَّعب عليه أنْ يعيش حياةً سعيدةً.
* خُذْ وقتكَ في الترفيه... فإنه سرٌّ للشباب وإكسير للحيوية, العَب مع أصدقائِكَ ومع أطفالكَ متحررًا من أيِّ ضغوط، مُتناسيًا كلَّ ما يشغلكَ, اجعَل لها موعدًا في يومكَ تجدِّد وترفع طاقتكَ معها، وتريح أعصابكَ.
* خُذْ وقتكَ في ذِكر الله والاستغفار... ففيها راحةُ البال، وانشراحُ الصَّدر وسكينةُ النَّفس وطمأنينة، ومع الاستغفار ستوهب صحةَ البدن، والسَّلامة من العاهاتِ والآفاتِ والأمراض والأوصاب.
* خُذْ وقتكَ في القراءة... فجسدُكَ ينمو بلا وعي منكَ، ولكنَّ فكركَ لن ينضج، وأفكاركَ لن تتهذب مع الأيام دون فعل إراديٍّ منكَ, أبحِر ساعةً يوميًّا مع كتابٍ، وسافِر بفكركَ وتجاوَز الزمانَ والمكانَ مع كاتب مُجيد, سترتقي بأسلوبِكَ وأفكارِكَ, وتزيد من معارفِكَ.
* خُذْ وقتكَ في الضحكِ... فلا تفوّت مشهدًا مُضحِكًا أو طرفة, اضحكَ بعمق وعِش اللَّحظة؛ فالضحكُ علاجٌ ويعمل على التقليل من الضغوط، ويحدُّ من ارتفاع ضغط الدَّم وأمراض القلب، بالإضافة إلى أنه يقوّي جهاز المناعة، ووسائل الدّفاع الطبيعية الموجودة في الجسم ويخفف من حدة الألم. يقول (عبدالوهاب مطاوع): «تريد أنْ تعرف أحدثَ طريقة للسعادة وتجنُّب الاكتئاب وأمراض القلب والشرايين والقرحة والأرق؟ اضحكْ بصوت عالٍ إذا ابتهجتَ، وابكِ بلا حياء إذا أهمَّكَ شيء، واشكُ همَّكَ لمَن تستريح إليهم، فإنْ لم تجد فسجِّله على ورق أو بالريشة أو على شريط كاسيت، واهزِم همومَكَ بإخراجها من مكانها إلى الهواء الطَّلق، وطهّر قلبكَ من الكراهية والرغبة في الانتقام ممَّن أساءوا إليكَ، وعِش حياتكَ باعتدال؛ فلا تُسرفْ في التفكير في المستقبل على حساب الحاضر، ولا تتعامَ عنه نهائيًّا.
* خُذْ وقتكَ في العطاء... فالعطاءُ حياةٌ, والعطاءُ سعادةٌ, والعطاءُ خلودٌ, والعطاءُ استثمار مضمونٌ, فآنية العطاء لا تعود فارغةً. لا تفوِّت فرصةً للعطاء؛ فالابتسامةُ عطاءٌ والنصيحةُ الرقيقة عطاءٌ، والاعتذارُ عطاءٌ، والتسامح أيضًا عطاءٌ!
* خُذْ وقتكَ في البكاء إنْ ضاق بكَ الحال وعضتكَ الليالي بأنيابها وداهمكَ الوجعُ، فلا تحبِس مشاعركَ. يقول أحدُهم: «إنَّ الألم الجافَّ أشدُّ قسوةً من الألم المبلل بالدموع؛ فبلِّلوا آلامَكم لتخفَّ قسوتُها عليكم!» فالأشخاصُ الذين يبكون بمعدلاتٍ أكثر هم أقلُّ عرضةً للإصابة بالأمراض التي تنتج عن الضغط العصبيِّ الشديد مثل السُّكر وضغط الدم.
* خُذْ وقتكَ في السَّفر... متى ما سنحَت الفرصةُ وتهيأت الظروفُ فسِحْ في أرض الله, استنشِق العبيرَ وغازِل الروضَ وارقُص مع المطر, تخلَّص من الضُّغوطاتِ بالسَّفر المبهج، ولا تنسَ أنْ تتركَ همومكَ وأشغالكَ في بلدكَ؛ احذر أنْ تصاحبَكَ!
* خُذْ وقتكَ في الدعاء... فالدُّعاءُ عدوُّ البلاءِ، يدافعُه ويعالجُه ويمنعُ نزولَه ويرفعُه ويخفِّفُه، فلا يهمكَ مع الدعاءِ والتضرعِ أحدٌ، إنَّ الدعاءَ عبادةٌ جليلةٌ، يرفعُ اللهُ بها الدرجاتِ ويحطُّ بها الخطيئاتِ، وتحصلُ بها المأمولاتُ والمطلوباتُ.
* خُذْ وقتكَ للإنجاز والسعي... فالحياةُ تبدو باهتةً قصيرةً إنْ خلَتْ من الإنجازاتِ, ولا طعمَ ليوم يمرُّ دون هدفٍ.