نوف بنت عبدالله الحسين
(انعكاس اللحظة
في الوجه المقابل
الماثل أمامك
يشبهني كثيراً)
أحياناً نجد لشعورنا انعكاساً صادقاً على الآخرين... وكأنهم مرايا بشرية.. تجعلك تمعن النظر كثيراً فيهم.. فتلاحظ تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يكون لها معنى إلا بوجودهم.. وكلما أطلت النظر فيهم اكتشفت تفاصيل أكثر بهجة وجمالاً.. تلك المرايا التي تعكس الصورة والصوت.. انعكاس آسر لأضواء الروح.. تشعر بأناقتك من خلالهم.. يستخرجون أجمل ما بك.. يفرحون لك وبك.. ويحتفون بوجودك.. مرايا تبرز جمالك.. وتخفي عيوبك.. تصاحبك بالخفاء... وتعيد لك الوهج.. بوجودهم يصبح كل شيء أجمل... لأنك تنظر إلى نفسك من خلالهم.. تستكشف مكامنك من انعكاساتهم.. وتعيد تكوين أفكارك بكل أناقة... وكلما نظرت لهم تشكّلت لك ابتسامة الرضى.. بسبب وجودهم..
أتساءل عن التوازن الذي يحدث من تواجدهم في حياتنا... وكأنهم خط تماس بين كل شيء... المرايا لا تعكس الروائح.. إنما تعكس الروح التي تقف أمامها فيلتم كل شيء من حولك.. وتعاد الأمور إلى نصابها.. المرايا فوّاحة من نوع آخر... تفوح عبقاً بصرياً ونفسياً ووجدانياً.. فتصدر أجمل صورة وانعكاس عنك.. هي مرايا مسالمة جداً... تكره القبح بكل أشكاله.. لذلك تعيد لنا جمالياتنا.. وتهندم أرواحنا... وتبرز الخير الذي نكتشفه فينا... من خلالهم...
لنكن مرايا حب لمحبينا... تعطيهم من خلالها كل شعور أنيق هم يستحقونها.. ونخفي عنهم الأسى... فهم يستحقون منا..مرايا مصقولة لهم.. تجعلهم جميلين دوماً..